هل يتحدى البشر اللـه؟
أحمد الأمين الجنابي
كيف وصلنا إلى هُنا؟
صراع داخلي داخلي بين الحق والباطل وبين الصواب والخطأ. هل فَهِمنا هذه الدُنيا ونحن نَعيشُها؟
لوهلةٍ من الزمن وأنا داخل إحدى مقابر بغداد حيث كان الهدوء والطُمأنينة تعُمانِ المكان والقبور المتراصفة من حولي جاء في رأسي ضجيج المَدينة والناس ومتطلبات الحياة بخيرها وشرها وظلمها وعدلها وممارسات الناس فيما بينهم وصراعات الدول والحروب …الخ من ما نراه فيما نَعيش، حَدثتُ من في القبور همساً وقلت(أنتُم أحياءٌ الى الابد ونحن موتى حتى نموت) وصاحب هذه الكلمات شعور بالعجز أمام نَفسي لأنني أراها وهي تنهار وتنجرف مع ضجيج الدُنيا وانهيار المُجتمعات مع إنني أعمل جاهِداً على أن أتمسك بِما تبقى لدي من وعي وفَهم لكنَ ما حَولي ضياع ،ومن خلال تعمقي في خيالي وبما أرى وبما اكتسبتُ من التجارب والاحداث والعلوم وجدت أن البشر إرادياً أو لا إرادياً يتحدون الله فيما أنزل وفيما صَنع (رُبما أكون مُخطِأً) لكن هذا ما وصلت اليه لانني أرى أن من يُسيطر على العالم أو ما يُسمى بالدول العظمى هي مَن يقودُ الأرض وهم الذين يضعون القوانين والدساتير التي تحكم أمور الناس ولا يخفى على الجميع(المسلمين) بأن هذه الدول ومن يترأسها هم أُناس لا يعرفون الله حقا ولا يمتون لما أنزل الله بصلة لا من قريب ولا من بعيد وهذا ليس المُصاب بل إن من يدعي بأنهُ يعرف الله حقا(الدول المُسلمة) يرجعون في كثيرٍ من الأمور إلى هذه الدول حتى في قوانينهم وإداراتهم وهذا هو المُصابُ الجلل حيثُ ان الغرب بِفلاسِفَتِهِم ومُفَكريهم وعُلمائهم على مر العصور والتأريخ لم يستطع أحد منهم فَهم الحياة أو الطبيعة البشرية أو مفهوم الأخلاق أو مفاهيم الثواب والعقاب أو مفهوم العدالة والظلم بالفهم السليم فتجد افكار فلاسفتهم ومفكريهم في تضارب مستمر وليس لديهم قوانين رصينة تَحد مِن المُشكلات أو تقدم الحلول وهم يفعلون هذا ضناً منهم انهم يبحثون عن الحقيقة وعن معنى الوجود ولن يجدوهما لأنهم لا يعترفون بأن الله هو خالق كل شيء ومُنظم كل شيء وواضع كل شيء وافكارهم في تحدي مستمر لدحض فكرة وجود الخالق أو وجود الإسلام وثقافتهم هذه قد انتقلت (بدراية أو دون دِراية) للأسف إلى أصحاب الكنز العظيم الذي قُدِمَ فيةِ شَرحٌ مُفَصلٌ للدُنيا بما فيها على طَبقٍ مِن ذَهب ألا وهم نَحن وكنزُنا القرآن والسُنة النبوية الشريفة وابتعدنا عنهما حتى وصلنا إلى هذا الضياع والتشتت والإنحلال الفكري والمجتمعي الخطير الذي بدأت عواقبة بالظهور وبصورة سريعة ببساطة لأننا نتحدى الله في كُل يوم لأننا نَعيشُ خِلافاً لِما أمر شعوباً ودول وقد زِدنا في دِراسة الثقافات الغربية والتعمق بِها وحجمنا دِراسة الكَنز الذي قال الله تعالى فيه بسم الله الرحمن الرحيم (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ [يوسف:2].) أَفَهَل عَقِلنا يا تُرى.
#تَداركوا ما تبقى مِنَ الأُمة