الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
رواتب العاملين في المدارس الأهلية

بواسطة azzaman

رواتب العاملين في المدارس الأهلية

لينا ياقو يوخنا

 

من المشاكل التي يعاني منها الموظفين في المدارس الأهلية هي تدني الرواتب فيها اذ تتراوح (250-400) الف بدون مخصصات او مكافآت طوال السنة الدراسية بعكس المدارس الحكومية, وربما في بعض المدارس الأهلية تتم زيادة الرواتب الى (500) الف لبعض الافراد الذين مضى على عملهم في المدرسة عدة سنوات. وغالباً المدارس لا توفر وسائل النقل لمنتسبيها لذا يتحملون  مسؤولية دفع اجور نقلهم من رواتبهم.

وعند عمل مقارنة عن رواتب المنتسبين في المؤسسة التربوية وجدت انها اعلى في المدارس الحكومية لكون نظام القطاع الحكومي يضيف مخصصات على الراتب الاسمي (الثابت) للموظف والتي تعد احدى مقاييس تحقيق العدالة في المؤسسات بشكل عام, واهم هذه المخصصات هي الخدمة اي عدد سنوات العمل, فالموظف الذي لديه خدمة سنة يختلف راتبه عن الذي مضى على عمله عدة سنوات فالاخير يكون راتبه اعلى, وقد يترقى الى درجة وظيفية اعلى فيصبح مدير المدرسة بعد ان كان فيها معلم او مدرس باستثناء بعض الذين لا يطبقون هذه التعليمات بل يعتمدون على مقاييس اخرى خاصة بهم كاختيار شخص ما فقط لأنه ينتمي لجهة سياسية او حزبية. فكما هو معروف ان نظام العراق قائم على المحاصصة الطائفية فالمناصب توزع على اساس ذلك وهذا يشمل كل تشكيلات ودوائر الوزارات. لذا قد يتعرض الكثيرين للظلم نتيجة ذلك. لكن في المجمل ان رواتب العاملين في القطاع الحكومي افضل من القطاع الأهلي وهذا ما دفع اعداد كبيرة من الموظفين الى ترك العمل التربوي الخاص بمجرد حصولهم على وظيفة براتب اعلى حتى وان كانت في القطاع الخاص كالشركات مثلاً, وفي بعض الاحيان يقدموا استقالتهم بعد مدة قصيرة حتى وان لم يجدوا وظيفة بديلة, وذلك لعدم قدرتهم على تحمل استغلالهم داخل بيئة العمل وهذا ما شهدته من افراد اعرفهم عن قرب كالأصدقاء اذ قال احدهم عن المدرسة: « ان الراتب لا يكفي لتوفير ابسط الحاجات وكأنني متطوع واقدم خدمة مجانية «, و صديقتي وصفتها: «كالجحيم, فمن جهة نعمل لساعات طويلة وبراتب قليل جداً كما اننا لا نملك اي ضمان لحقوقنا في نهاية خدمتنا «, واضافت احداهن: « اشعر وانا في بيئة المدرسة وكأنني اعيش في زمن العبودية, فممنوع علينا الاعتراض على اي شيء والا يتم فصلنا رغم ان الرواتب قليلة جداً ولا يخصصون لنا حتى اجور النقل». ولهذا الاحظ واقرأ باستمرار في مواقع التواصل الاجتماعي نشر كثير من الإعلانات عن توفر وظائف في المدارس الأهلية لأن عددها كبير ولأن الكثير من العاملين فيها يقدمون الاستقالة وهذا ما يؤثر بشكل سلبي على سير العملية التربوية بشكلها الصحيح. ان اغلب المتقدمين لهذه المدارس غالباً لا يرغبون هذا العمل اي التدريس وبعضهم غير متخصصين في هذا المجال لكن البطالة المتزايدة مع ندرة الوظائف في القطاع العام والخاص دفعهم للعمل في المدارس مقابل اجور زهيدة خاصة وان اكثر واسهل عمل يمكن الحصول عليه مقارنة ببقية الوظائف وبمختلف المجالات هو العمل في المدارس الأهلية اذ ارتفع معدل الاستثمار في هذا المجال فازدادت اعدادها في السنوات الاخيرة, وهذا ما زاد جشع واستغلال المسؤولين في هذا القطاع للمتقدمين للعمل, لذا يجب تحديد سلم الرواتب المنتسبين في المدارس الأهلية من قبل الجهات المعنية اسوة بالحكومية.

 


مشاهدات 96
الكاتب لينا ياقو يوخنا
أضيف 2025/03/02 - 3:37 PM
آخر تحديث 2025/03/04 - 6:12 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 439 الشهر 2045 الكلي 10462994
الوقت الآن
الثلاثاء 2025/3/4 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير