شكراً لمن أطلق سراح الورود
علي جاسم الفهداوي
لطالما استوقفتني حدائق الرمادي وبعض مدن المحافظة الأخرى، حين كانت مسوَّرة بالحديد، لا يرتادها سوى العابرون التائهون والكلاب السائبة، أذ كانت الطبيعة خلف الأسوار سجينة، كما كان أهل المدينة سجناء داخل جدران حياتهم اليومية، بلا متنفس يليق بإنسانيتهم.
لكن منذ عام 2017، تغيّر المشهد وبدأت الحياة تستعيد أنفاسها؛ أذ أُزيلت القيود عن الحدائق، وتفتّحت الأزقة على خضرةٍ تحتضن الجميع. صار الناس يتجمّعون فيها، يضحكون، يتأملون، ويتنفسون حريةً كانت غائبة.
هكذا تحرّرت الورود، وتحرّر معها الإنسان من سجنه المعنوي، فامتزجت الطبيعة بالروح، وعاد للمدينة قلبٌ ينبض بالحياة.
فشكراً لمن أطلق سراح الورود.