(عازِفٌ) في ..عالَمٍ ثالِث
عادل سعيد
كيف لِدماغِهِ المُتْعَبِ
ـ بِفواتيرِ يومِيّاتٍ باهِظة
لمْ يُسدِّدْها
مُذ كانَ ـ ضَيْفاً ـ في ( بُوَيْضَةٍ مُهادِنة)
إغتَصبَها (حَيْمُنٌ مُسَلَّحٌ) في رَحمِ أُمِّه ..
و آلامِ مِسطَرةِ ( المُعلّمِ) فوق أناملِهِ الغَضّة
و أحْجارِ فَتاوى (شيخ الحَيّ) تُلاحقُه!
مُطالباتِ مُؤجِّر البيت
بَقّالِ الحَي ..
و دَفعِ بدل اشتراك
في ( حِزْبٍ) لم ينتمِ إليه ..
قلْبِه المُنهَكِ بمِزاجِ امرأتِهِ الناريّ ..
و شغَبِ أطفالِه فوق كَتِفَيْه ..
تهديدِ ( النقابة) بِفَصْلِهِ
لتخَلّفهِ عن تَسديدِ اشتراكِه السنوي..
و نزواتِ قائدِ الأوركسترا
كخَريفٍ اسكندنافيٍّ نَزِق
كي يعزفَ نشيد ( موطني) الساذِج
ثُمَّ عليهِ
في كالوسِ (الإحْماء!)
أن يخْلعَ هَيْكلَهُ العَظْمي ..حَتّى!
بعد أنْ يَخلعَ
جِلْدَهِ ..
لَحْمَه ..
و أعْصابَه ـ
لِيتقافزَ مَهْموساً
.... مَمْسوساً
كَلُهاتِ فراشةٍ مَلْسوعةٍ
فوقَ أوتارِ (كَمانِه)
ـ في قطيعِ الأوركِسْتراـ
لِيُقْنِعَ جُمهوراً ( عاقِلاً!)
بِجُنونَ (قَدَرِ)* .. بيتهوفِن!
*سيمفونية بيتهوفن الخامسة