الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
ثلاث حقائق مؤكدة في الثواب والعقاب

بواسطة azzaman

ثلاث حقائق مؤكدة في الثواب والعقاب

عبدالهادي البابي

 

قال تعالى : ووجدوا ماعملوا حاضراً، ولايظلم ربك أحداً ...(الكهف 49)..

الحقيقة الأولى : إن الجزاء الذي يتلقاه الناس في الآخرة هو باطن عملهم ، ولو كشف للناس عن أعينهم الغطاء في الدنيا لرؤوا هذه الأعمال على حقيقتها ، على باطنها في الآخرة ..

الحقيقة الثانية : إن أعمال الإنسان وأفعاله لاتفنى ..[فمن يعمل مثال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره] ، فالأعمال في الدنيا لاسبيل للفناء إليها ..بمعنى أن عمل الإنسان لايفنى أبداً مهما كان ضئيلاً وقليلاً ، فهو باق ومحفوظ لايفنى ولايزول .

هناك عالم فرنسي إسمه (لافوازيه) والذي يعتبر أبو الكيمياء الحديثة في أوروبا له نظرية مهمة وخطيرة تقول : إن المادة لاتفنى من حيث الطاقة ..فهي وإن تشتت أو أختفت مرئياً ولكنها لاتفنى ولاتنتهي ..وقد وافقه على ذلك الكثير من علماء الفيزياء ..

القرآن الكريم يقرر بإن العمل لايفنى ..وهذا قانون عام وسنّة من سنن الله تعالى كشف عنها القرآن الكريم قبل أكثر من  1400 سنة ..

 فالإنسان يستغيب ويتصور أن هذه الغيبة تذهب أدراج الرياح ..كلا وألف كلا !! يكذب ويتصور أن الكذبة تذهب أدراج الرياح ..كلا ....الإنسان يغش أو يظلم أو يغدر أو يفجر ويتصور أن ذلك يذهب ..كلا وألف كلا ..

كذلك الإنسان يأمر بالمعروف وينصح بالحق ويتعامل بالصدق ويتصدق بالقليل ويدعو لأخيه بظهر الغيب وينصر المستضعفين ..كل هذا باق لايفنى ولايتلاشي وهو محفوظ كما تحفظ مكنونات الطاقة في هذا الكون ..ونقرأ في كتاب الله : ( ونضع الموازين القسط يوم القيامة فلاتظلم نفس شيئاً وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين)..لايتصور أحد أن حبة مثقال ناعمة ودقيقة وقليلة من العمل لاترى ولايشعر بها الله ..لإن الله عز وجل حاسب دقيق (وكفى بنا حاسبين) ..فلايضيع العمل مهما كان قليلاً حتى ولو بحجم حبة الخردل التي نحتاج الى المجهر الدقيق حتى نراها ...!!

الحقيقة الثالثة : أن الإنسان في  يوم القيامة يلقى عمله ..وجزاء عمله هو عمله ..معنى ذلك هو يُثاب بنفس عمله...ويُعاقب بنفس عمله .. فالإنسان يوم القيامة يلقى عمله ...ويقدم على عمله ..حيث يسبقه عمله الى الآخرة فيراه حاضراً هناك أمامه ..فإن كان خيراً فسينقلب إلى الجنة مسروراً ..وإن كان شراً فسينقلب إلى النار مدحوراً ..

اللّهم وفقنا إلى العمل الصالح وأجعله قرة عين لنا يوم نلقاك ياكريم .

 

 

 

 


مشاهدات 75
الكاتب عبدالهادي البابي
أضيف 2025/03/03 - 3:27 PM
آخر تحديث 2025/03/04 - 5:37 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 432 الشهر 2038 الكلي 10462987
الوقت الآن
الثلاثاء 2025/3/4 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير