الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
أقوال على مجريات الأحداث

بواسطة azzaman

أقوال على مجريات الأحداث

لطيف دلو

 

إن مجريات أحداث هذه الدولة لو أتخذ منها اي حاكم موقفا او عظة وعبرة لجعلها ارقى دولة في الشرق الاوسط لذا اود ان اعرض عنها اقوال لاشخاص كان لهم دور اساسي في سياسة الدولة وعن إختلاف ثقافة مواطنيها والتي سمعناها على لسان عامة الناس وقرأناها على صفحات الكتب والمجلات عن تكوين المجتمع العراقي وسياسة الحكم غير الموفقة التي اسستها قوات الاحتلال بقوة السلاح كإنتقام لم يعد بعده التئام مستغلة إختلاف الثقافات ومن بعدها الحكام ، أدت إلى كوارث متوالية في هدر ألمال العام  لشراء الاسلحة والذمم للقتل فيما بين العراقيين كان يكفي لاكساء ارض البلاد بالذهب وإسكان كل عراقي في ( فيللا ) مرموقة وعمل يصون كرامة الشخصية العراقية باعلى من جميع دول المنطقة ومنها التي تعيش في  بحبوبة النعم الحين قريبة من العراق ولكن بعيدة برجاحة العقل ومن تلك الاقوال -

قال الملك فيصل الاول ، اول من اعتلى كرسي الملكية في العراق عن مهامه  (اقول وقلبي ملآن أسى ، أنه في اعتقادي لايوجد في العراق شعب عراقي بعد ، بل توجد تكتلات بشرية خيالية خالية من أي فكرة وطنية ، متشبعة بتقاليد واباطيل دينية  ، لا تجمع بينهم جامعة ، سماعون للسوء ، ميالون للفوضي ، مستعدون دائما للانتفاض على أي حكومة كانت ) وتعود أسبابه إلى السياسة التي اتبعها المستعمر في تاسيس هذه الدولة كما نوهت عنها آنف الذكر  .

طراز اول

وصف الدكتور على الوردي وهو كان استاذا في جامعة بغداد عن اهتمام الشعب العراقي بحدة الوعي السياسي ويقول ( لعلني لا اغالي إن قلت الشعب العراقي في مرحلته الراهنة هو من اكثر شعوب العالم  إن لم يكن اكثرها ولعا بالسياسة وإنهماكا فيها فكل فرد فيه تقريبا هو رجل سياسة من الطراز الاول ، فأنت لا تكاد تتحدث إلى بقال او عطار حتى تجده يزن لك البضاعة وهو يحاورك بالسياسة او يسألك عنها ، وقد يحمل الحمال لك البضاعة فيحاول في الطريق ان يجرك الى الحديث في السياسة وهو يزعم أنه لو تسلم مقاليد الامور لاصلح نظام الحكم بضربة واحدة ، وفي مجال اخر وصف العراقيين بأن لديهم قيمتان ، قيمة حضرية وقيمة بدوية ) ويعتقد بأن هذه الصفة قد خلقت التعصبية القومية والطائفية لدى الفرد العراقي حيث لم نجد منهم حاكما واحدا حاول ترويض تلك الثقافات نحو هوية وطنية واحدة لجميع المكونات وتوزيع ثروات البلاد بالمساوات ويكون الشخص المناسب في المكان المناسب دون المحسوبية والمنسوبية بل كانوا بمستوى سياسة البقال والعطار والحمال الذين اشار اليهم الدكتور الوردي وشطروا العراقيين الى فئتين واحدة في فلل فاخرة تتجمع السيارات الفارهة في باحانها والاخرى يتسابقون وراء سيارات الزبالة في مواقع الطمر الصحي ليرتزقوا منها والاشد منها الفتنة الاثنية بإختلاف انواعها   .

 قال نوري السعيد الباشا عندما كان رئيسا للوزراء في العهد الملكي في مشادة او حوار كلامي مع منتقد له قد سماه بالدكتاتور في رئاسته وأجابه محذرا إياه ( اسمع حجايتي هذه ، أنا ما قاعد على كرسي رئاسة مجلس الوزاء ، بل قاعد على  « سبتتنك « وستزكمكم ريحتها بزوالي ) ، وبزواله خرجت منها الاقتتال وسرقة ونهب المال العام والخاص والفتنة القومية والطائفية ووصلت الى الهجرة واللجؤ داخل البلاد وخارجها وعدم الامان والاستقرار الى يومنا هذا .

اثناء محاكمة اعوان السلطة الملكية بعد سقوطها ومن اشهر جلساتها محاكمة وزير الداخلية سعيد القزار لشجاعته التي لا نظيرة لها في رده على الاتهامات الموجهة له أمام الجمهور وعلى الهواء مباشرة وسمعت من احد مشاهدي التلفزيون انذاك ، بأن محاكمته كانت مثيرة للجدل واستغرب الجميع من جرأته وشجاعته في رد رئيس المحكمة واعضاءها وعند قراءة قرار المحكمة باعدامه فقد قال ( أقف اليوم وارى الموت مني قاب قوسين اوادنى ، ولا ترهبني حبال المشنقة وعندما اصعد عليها وارتفع فوق رؤسكم سأرى تحت قدمي كثير ممن لايستحوق الحياة ) ويشهدون المعمرون من كبار السن بنزاهته وتفانيه ورعايته الفقراء بتاسيس مؤسسة الاعاشة لبيع الخبز باربعة فلوس  واعتراضه على شركة كات ( بزون ) التي كانت تبلط طريق كركوك السليمانة عن النقص الحاصل في عرض الشارع بسنتمرات واجبرها على اكمالها وفق الشروط ومن اشهر صفاته كان معاديا للاقطاع لصالح الفلاحين وله مواقف شخصية عن ذلك ، حيث اعدم تحت ضغط الشيوعين لانه كان يعاديهم لانتماءهم بإعتقاده الى دولة لا صلة لها بالعراق ومكونات شعبه .

العراق يمتلك ثروات أساسية للدولة المتقدمة قد يسبق الزمن ، إن توج بقيادة رشيدة آخذة العظة والعبرة من صراعات الاحداث الماضية وتتغاضى الشعارات التي أكل عليها الدهر وشرب  وتوحد المكونات كاسرة واحدة وحكومة بسیاق الشخص المناسب فی المكان المناسب دون المحاصصة بشعارات وطنية يراد بها الباطل وقد ذاق الشعب منها الامرين ، إن سبقت التهكم عنها بالمقولة (بعد خراب البصرة ) .

 


مشاهدات 247
الكاتب لطيف دلو
أضيف 2025/03/03 - 3:31 PM
آخر تحديث 2025/03/04 - 4:44 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 370 الشهر 1976 الكلي 10462925
الوقت الآن
الثلاثاء 2025/3/4 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير