الشرطة في العيد .. وذكريات لا تنسى
أكرم عبد الرزاق المشهداني
حين يأتي العيد المبارك فإنه يَحمل لنا ذكريات أيام العمل في الشرطة، حيث تعوَّد رجال الشرطة ان يُستنفَروا للواجب الشرطي في العيدين (عيد الفطر وعيد الأضحي) وفق خطة أمنية خاصة تضعها مديرية الشرطة العامة وتوزعها على جميع مديريات شرطة المحافظات في العراق للتنفيذ، وتتضمن خطة العيد استنفار القوة، ووضعها بالإنذار وإخراج الدوريات والمفارز لمهام محددة ضمن مهمات حفظ الأمن والنظام ومنع وقوع الجرائم. وكان يروي لنا ضباط الشرطة القدماء أن مراكز الشرطة في العهد الملكي كانت تلجأ لاحتجاز ذوي السوابق المسجلين (وبالأخص من مرتكبي جرائم النشل والاحتيال وانتحال الصفة) الذين يجدون في العيد والازدحام فرصة ذهبية لممارسة نشاطهم الإجرامي، ولكن الشرطة تخلت فيما بعد عن هذا الأسلوب التحوطي ولم تعد تحتجز ارباب السوابق في مناسبات الأعياد...
ساحات عامة
اقتنعنا عبر الأيام والسنين ان (عيدنا نحن الشرطة) هو ان نرى المواطنين سعداء، وبالأخص الأطفال وهم يمارسون العابهم بركوب دولاب الهواء، او إمتطاء الخيل والحمير٫ وتناول حلوى العيد، ويمارس الناس فرحتهم بالعيد ودوريات النجدة تحرسهم، تحميهم من أي اذى يصيبهم... وكان قادة الجهاز وكبار الضباط يسهمون في تنفيذ خطط العيد وسلامة تنفيذها، ونجدهم يتواجدون في الساحات العامة والتقاطعات المرورية، ونجد شرطة المرور بالانذار تنظم السير وتمنع وقوع الحوادث والمخالفات، كانت الإدارة تراعي ان يمنح كل رجل شرطة مشمول بالخطة الأمنية للعيد بيوم راحة ليكون مع عائلته وذويه، وفي اليوم الأول بعد انقضاء العيد يصدر مدير الشرطة العام رسالة شكر وتحية وتقدير لجميع المشاركين في تنفيذ الخطة الأمنية للعيد المبارك... وهذا هو قدر من اختار مهنة (التعب اللذيذ) مسلكا له، يؤدي من خلالها الخدمة للناس وينال رضا الله وبشارة رسوله الأمين محمد صلى الله عليه وسلم بالحديث الشريف: (عينان لن تمسهما النار... عين بكت من خشية الله.. وعين باتت تحرس في سبيل الله)..
عين تسهر على راحة الناس في يوم عيدهم، وتفرح رغم التعب والسهر حين ترى الناس سعداء.. وذلك هو قدر أهل الشرطة وحراس الأمن الداخلي.
طوبى لمن سهر من أجل أن يسعد الناس.. وحرم نفسه فرحة العيد.. مبتهجا
بفرح الناس وسعادتهم بتحقيق امنهم...