لا تسألين
سامي الزبيدي
لا تسألين عن السياسة
وعن الذين أصبحوا
في غفلة من الزمان ساسة
الفاشلون الفاسدون
هؤلاء من يكونون ؟
ومن أين جاءونا؟
وماذا يريدون ؟
وللعراق ماذا يضمرون ؟
فأنا لست ضليعاً في السياسة
والسياسة اليوم عهر ومجون
وأكاذيب ولهو وجنون
وأحاديث السياسة
كلها هم وغم وشجون
قالت نديمي لا تراوغ أو تناور
فأنا أهوى أحاديث الشجون
قلت أعذريني
فأنا عندي وشؤوني
وهُم لهمُ شؤون
ولماذا نتعرض لأناس خطرين
فهؤلاء مجرمون
جلهم لا يرحمون
قتله محترفون
قالت أليس هم متدينون ؟
وفيهمُ المعممون
قلت بلا لكنهم مزيفون
و أكثرهم دجالون
فهؤلاء باسم الدين
جاءوا يحكمون
وهم عن الدين أبعد ما يكون
وباسم الدين يلهجون
وباسم الدين يخدعون
وباسم الدين يزَورون
وهؤلاء يسرقون شعبهم
ويصلَون
ويأكلون السحت في بطونهم
ويصومون
وينهبون ثروات البلاد
وفي مواسم الحج يحجون
وهؤلاء باسم الدين يقتلون
و يستغفرون
وباسم الدين أيضاً
يكذبون ويرائون
ولا يخجلون
تقاسموا المناصب
ووزعوا المكاسب
وبنو الأبراج والحصون
وصادرا الضياع والقصور
وما زالوا يريدون
دمروا الوطن
وخانوا الشعب
وسلموا لداعش البلاد
وهجروا العباد
وأيتموا الأولاد
وأكثروا الفساد
وِعادوا كما كانوا
وكأن شيئاً لم يكُون
فعلام تسألين ؟
ولم تسألين ؟
أتسألين
عن ساسة الخداع واللعب
و ساسة النفاق والكذب
الغارقون في الفساد والنهب
أم ساسة الثريد واللطم
وساسة التجويع والترويع الظلم
أم ساسة الفجور والمجون
واللهو والحشيش والأفيون
أم تسألين عن شعب
دمره الجهلة والمزورون
وفرقه المعممون والمتأسلمون
وسحقه العملاء المأجورين
حتى غدا
يئن من وجع السنين
وظلم الظالمين
أم تسألين عن وطن
قسمه الطائفيون
وضيعه المتآمرون
وباعه المتخاذلون
في مزاد النخاسين
فعلام تسألين ؟
ولم تسألين ؟
والجواب يوجع القلب
و يدمي العيون