الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
استحالة‭ ‬شعار‭ ‬العراق‭ ‬أولاً

بواسطة azzaman

استحالة‭ ‬شعار‭ ‬العراق‭ ‬أولاً

فاتح‭ ‬عبد‭ ‬السلام

 

هناك‭ ‬صلة‭ ‬باقية‭ ‬وقد‭ ‬تكون‭ “‬متناقضة‭” ‬وليست‭ “‬متوافقة‭” ‬بين‭ ‬أوكرانيا‭ ‬والعراق،‭ ‬وقبل‭ ‬ذلك،‭ ‬هذه

خمس‭ ‬عشرة‭ ‬دولة‭ ‬اجتمعت‭ ‬في‭ ‬لندن،‭ ‬لتتفق‭ ‬على‭ ‬ضمانات‭ ‬امنية‭ ‬لاي‭ ‬اتفاق‭ ‬سلام‭ ‬بين‭ ‬روسيا‭ ‬وأوكرانيا،‭ ‬وفي‭ ‬النهاية‭ ‬نراهم‭ ‬يرجعون‭ ‬عند‭ ‬نقطة‭ ‬أساسية‭ ‬قالها‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬البريطاني‭ ‬كي‭ ‬ستارمر‭ ‬تؤكد‭ ‬ان‭ ‬الضمانات‭ ‬قد‭ ‬تعني‭ ‬قوات‭ ‬حفظ‭ ‬سلام‭ ‬اوربية‭ ‬وكل‭ ‬ذلك‭ ‬رهن‭ ‬الدعم‭ ‬الأمريكي‭. ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الزاوية‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬أي‭ ‬مراقب‭ ‬قد‭ ‬ابتعد‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬الجدال‭ ‬الذي‭ ‬دار‭ ‬بين‭ ‬الرئيسين‭ ‬ترامب‭ ‬وزيلينسكي‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭.‬

هناك‭ ‬اجتهادات‭ ‬ومشاكل‭ ‬وضغوط‭ ‬وتفاسير،‭ ‬لكن‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬ينقسم‭ ‬الغرب‭ ‬على‭ ‬نفسه‭ ‬في‭ ‬الموقف،‭ ‬لأنّ‭ ‬حدوث‭ ‬ذلك‭ ‬يعني‭ ‬انتصار‭ ‬روسيا‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬ان‭ ‬تطلق‭ ‬رصاصة‭ ‬واحدة‭.‬

في‭ ‬النظر‭ ‬الى‭ ‬مشاكل‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬نرى‭ ‬انّ‭ ‬هذا‭ ‬التحشيد‭ ‬العالمي‭ ‬العظيم‭ ‬إزاء‭ ‬الوضع‭ ‬الاوكراني‭ ‬لن‭ ‬يتكرر‭ ‬في‭ ‬معالجة

‭ ‬اية‭ ‬إشكالية‭ ‬أو‭ ‬ملف‭ ‬مزعج‭ ‬في‭ ‬اية‭ ‬دولة‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬ايران‭ ‬الى‭ ‬لبنان‭ ‬مروراً‭ ‬بسوريا‭ ‬ولبنان‭ ‬واليمن،‭ ‬ذلك‭ ‬انّ‭ ‬الرؤية‭ ‬الامريكية‭ ‬ستتصدر‭ ‬أيّ‭ ‬مشهد‭ ‬ساخن‭ ‬من‭ ‬البداية‭ ‬ولن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬أي‭ ‬موقف‭ ‬غربي‭ ‬مناهض‭ ‬أو‭ ‬معارض‭ ‬او‭ ‬حتى‭ ‬مجتهد‭.‬

ما‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تجرِ‭ ‬تصفية‭ ‬ساحتها‭ ‬لتكون‭ ‬دولاً‭ ‬صديقة‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وغير‭ ‬مزعجة‭ ‬غير‭ ‬ايران‭ ‬؟

‭ ‬وهنا،‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬الفرص‭ ‬كبيرة‭ ‬ومفتوحة‭ ‬النهايات،‭ ‬ذلك‭ ‬انّ‭ ‬البرنامج‭ ‬الخاص‭ ‬للسياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬للرئيس‭ ‬ترامب‭ ‬محدد‭ ‬بسقف‭ ‬زمني‭ ‬مضغوط‭ ‬وقصير،‭ ‬وليس‭ ‬هناك‭ ‬ملف‭ ‬أهم‭ ‬من‭ ‬ايران‭ ‬بعد‭ ‬حرب‭ ‬روسيا‭ ‬وأوكرانيا،‭ ‬وهذا‭ ‬لا‭ ‬يمنع‭ ‬الانخراط‭ ‬في‭” ‬معالجات‭ ‬أمريكية‭” ‬مع‭ ‬التداخل‭ ‬الزمني‭ ‬بين‭ ‬المسارين‭ ‬الروسي‭ ‬والإيراني‭.‬

‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬احتمالية‭ ‬حدوث‭ ‬تطورات‭ ‬سريعة‭ ‬في‭ ‬ايران،‭ ‬سيكون‭ ‬على‭ ‬العراق‭ ‬ان‭ ‬يحتفظ‭ ‬باستقلالية‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬وضعه‭ ‬العام‭ ‬الذي‭ ‬تعكره‭ ‬بحسب‭ ‬واشنطن‭ ‬معوقات‭ ‬امنية‭ ‬واقتصادية‭ ‬بما‭ ‬يخص‭ ‬العلاقة‭ ‬مع‭ ‬ايران‭ ‬تحديداً‭ ‬وما‭ ‬يتصل‭ ‬بها‭ ‬وصولا‭ ‬الى‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬لبنان،‭ ‬فالمحور‭ ‬الإيراني‭ ‬تقطعت‭ ‬أوصاله‭ ‬لكنه‭ ‬لايزال‭ ‬يعمل‭ ‬على‭ ‬نفس‭ ‬الأسس‭ ‬النظرية‭ ‬المنتَجة‭ ‬في‭ ‬الدوائر‭ ‬الخاصة‭ ‬بطهران،‭ ‬لذلك‭ ‬سيكون‭ ‬تحت‭ ‬المتابعة‭ ‬الدقيقة‭ ‬لكي‭ ‬لا‭ ‬يعيد‭ ‬انتاج‭ ‬نفسه‭ ‬في‭ ‬تكوينات‭ ‬داخلية‭ ‬جديدة‭.‬

الحل‭ ‬العاجل‭ ‬في‭ ‬العراق،‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬تنفيذه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬شعار‭ “‬العراق‭ ‬أولاً‭”‬،‭ ‬لكن‭ ‬هذا‭ ‬الشعار‭ ‬يحتاج‭ ‬أساسا‭ ‬يستند‭ ‬اليه‭ ‬داخليا‭ ‬ولن‭ ‬يهبط‭ ‬من‭ ‬السماء،‭ ‬وهذا‭ ‬الأساس‭ ‬الأولي‭ ‬مفقود‭ ‬ومستبعد،‭ ‬و‭ ‬هو‭ “‬دولة‭ ‬المواطنة‭” ‬لا‭ ‬دولة‭ ‬توافقات‭ ‬مصالح‭ ‬القوى‭ ‬والاقطاعيات‭ ‬السياسية،‭ ‬لذلك‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬الممكن‭ ‬الذهاب‭ ‬الى‭ ‬شعار‭ ‬العراق‭ ‬أولاً‭.‬

fatihabdulsalam@hotmail.com

 


مشاهدات 139
الكاتب فاتح‭ ‬عبد‭ ‬السلام
أضيف 2025/03/03 - 2:42 PM
آخر تحديث 2025/03/04 - 5:04 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 437 الشهر 2043 الكلي 10462992
الوقت الآن
الثلاثاء 2025/3/4 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير