ثـلاث قـصـائد
حامد عبدالصمد البصري
1- ظلّ قريب بعيد
-ـــــــــــــــــــــ
في رحاب الرؤى
ماله والرؤى...!؟
ظلّ مندهشاً
بين تلويحةٍ
رددّتها الغصونْ
بين مملكة الأمسِ واليوم
خلف ارتعاش السنينْ
أرسل الطرفَ
نحو ذاكرة لا تخونْ
فاستدار على نفسه
سائلاً: بعد.. آه
أيّها الموكبِ العشبِ
أين الفصول
على صفحة...
الزمن المتحدّرِ في واحة الياسمينْ ..؟
كيف قد رحلتْ
بعد أن حلّ في ساحها البوح حدّ اليقينْ
فجأة
روحه
رسمتْ شمسها
غاب عنها قليلاً
وراح يتمتمُ
في مدن الأمس
يوم قالتْ له:
"جئتَ يا شاعري في الأخير"
لازم الصمتَ ..
كان التذكّر... في قلبه شعلة
هدّمتْ في الصميم جدار التوحّد
أردية في دروب الفراق اللعين
فمضى
في مساراتهِ
صاغَ أسئلةً
حول أيّامهِ
حول أشعارهِ
حول أحبابهِ
ثمَّ دار لعنوان أحلامهِ
يتأقلمُ في فكرةٍ
-هي عاشقةٌ
هي تمسكُ بي
فعل ديمومةٍ
من خلال القراءةِ
أو من خلال الكتابةِ
تتبعُ خطواتها
تترك النفسَ
في نبض سلّمها
نجمة.. نجمة ..صاعده
2- فوق ضفاف الغيم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذه آخر الكلماتْ
طوّقته بموعدِ أوبتها
بين كتف الثرى
ومدائن وجه السماءْ
ومضتْ
فجأةً
بين شرفة غيمٍ
بدون كلامٍ ..بدون بكاءْ...!
3- حالة
ــــــــــــــــــ
ليقرّر، يوماً ، مصيره
هو دون سواه
قاد أحلامهُ ..وهواه
ومضى
يتأمّلُ سيّدة
عانقتْ قلبه ..وضميره
...........
ثمّ عاد وحيداً
يجرّ المسافاتِ
في ساحة البعدِ
في الوهم ..تحيا بهِ
تلك منْ
لم تغبْ لحظةً
أنّها تنتمي للصباح
والحلم المتوهّج ...
لكنْ لن تعود
الشواطئ في صيحة الراحلينْ
فالصدى
ضاع حقّاً
وها هو في عالمٍ
تقود خطاه الليالي الأخيرة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حامد عبدالصمد البصري : شاعر عراقي ، صدرت له أحدى عشرة مجموعة ، وعشرة كتب أدبية متنوعة، كتبت عنه دراسات وأطاريح ورسائل جامعية ،كما كتبت عنه مقالات وبحوث من قبل النقاد ـ عضو اتحاد الأدباء والكتاب في العراق ، عضو اتحاد الأدباء والكتاب العرب