الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الهلال وما أهل

بواسطة azzaman

الهلال وما أهل

علي الجنابي

 

(النصُّ يتناولُ اختلافَ الامَّةِ في قولِ: “صُومُوا لِرُوْيَتِهِ»)قالَ ذو الشَّيبةِ بتفوِّهٍ متاوِّهٍ غيرِ مُفتَعَل:

 - عَجبي من عَمايمَ تتناطحُ وتدلِّسُ بدجل، وما انفكَّت مًتَناطحةً بتَلاحٍ مُخزٍ مُبتذل. وانَّما التَّلاحي فَالقٌ لضَغايِنَ لسانٍ مُستَهَل، وماحِقٌ لظَعاينَ احسانٍ مُستَنَل.

-اجل يا ذا عزٍّ اجل، وانَّ اللهَ  قد بيَّنَ هذا، وهو الاحكمُ والاجَلّ، وها هوَ ذا تلاحيهم يكرُّ علينا في رويةِ هلالِ رمضان الامل، وما انفَكَّ يحقنُ ادبارَنا بارصادٍ وتفريقٍ في كلِّ حينٍ واجَل، بجرعاتٍ منهُ تارةَ في الكتفِ واخرى في العَضَل، فَتَرانا ننامُ على جرعاتِهم كانَّها الشِّفاءُ والطُّهرُ والمُغتَسَل، فَتَهاوَت احلامُ الصَّفَاءُ فينا بِوفاءٍ خادعٍ مُبتَذَل، وتَساوَت اوهَامُ الهناءِ مع ايلامٍ في مُعتَقَل، وترى كلّاً مِنّا امَّا دايِمٌ بنَهَمِهِ وفي الجَشَعِ سايِمٌ وعنِ الوِدادِ مُعتَزِل، او قايِمٌ بوَهمِهِ وفي الوجعِ نايمٌ وفي الحدادِ مُختَزَل. وما مردُّ ذاكَ كلُّهُ الَّا الى فتاوىً من عَمايِمِ التَّفريقِ والتَّدليسِ والدَّجَلَ، لَمّا فَسَدوا كَسَدَتِ الحياةِ وفسدَ الدّينُ كلُّهُ في الفلاةِ وفَسَدَ فيهِ ظِلُّهُ المُستَظَل.

حمى التدليس

- اجل، وهكذا بيَّنَ لنا الرَّسولُ ، وهكذا من قبلُ قد حَكَمَ اللهُ  العَدْلُ منذُ الازل. وانَّما نحنُ العَوامُ لا تَخدعُنا فتوىً مِن خَمَّارٍ لاعقٌ للكاسِ بِنَهَل، ولا من حِمارٍ ناهِقٍ بِجَهل، بل نَنخدعُ لفتوى عِمامةٍ اسُّها منَ نسيجِ الدَّسِّ مُعتَمَل، وتَراها ان حَمِيَ الوطيسُ تَسَلَّلَت كالنِّعامةِ، وان حميَ التدليسُ تَهَلَّلَت بالامَامة وبلِسانٍ مُستَغِلٍّ ومُستَغَل. اوَلم تَرَ العِمامةُ كيفَ انَّ علماءَ الفَضاءِ غاطسُونَ بعلمٍ رصينٍ جَلَل، ورَاصِدونَ منازلَ القمرِ في السَّماءِ حينَ صَحوٍ وحينَ الظُلَل، وحَاصدونَ باِتْقَانٍ لمنازلِهِ بعدَ الفِ عامٍ وبدقّةٍ فلا خطاَ منهم حَصَل، بينما العمايمُ تَتَقوقعُ في قَعرٍ بيرٍ حالكٍ من تكلُّفٍ بجَهَل، لِتَحرُمَ امّةَ الاسلامِ مِن وحدةِ صلاةِ عيدٍ طَعمُها اشهى منَ العَسَل، وتَتَرَقَّعُ بفتاوىً خَامِدةٍ من خُزعبلاتٍ ومن خَبَل، وهَامِدةٍ في بُوبوِ «صُومُوا لِرُوْيَتِهِ». وحاشا لسيدِ الانامِ  من قيلِ ذي عمايِم بالعلمِ غيرِ مُكتَحَل، من ذوي فِكرٍ مُبتَذل وذكرٍ مُنتَعَل، واذ تَتَجَاهَلُ انَّ خيرَ الرُّوى رُوى عَينِ يَقينٍ بمِنظارٍ ماثلِ مُمتَثَل، واذ تَتَغافَلُ انَّ العِلمَ نُورٌ والفهمَ سُورٌ يَعزلُ كلَّ زيغٍ باطلٍ ذي عَطَل، ولوما العلمُ ما لَبِسَتْ عِمامَةٌ لبَاساً ستَّارَاً لدُبُرِها لو انَّها عَرَفَتْ مَعنى الخجَل، ولَمَا استتَقَلَّتْ منَ دارِها «مَرسيدسَ» كي تَتَبَيَّنَ رويةَ «لخَیطُ لاَبیَضُ مِنَ لخَیطِ لاَسوَدِ»، فتاكلَ على مَهلٍ وتشربَ بلا عَجَل.

 - ويكَانّي بالعِمامَةِ تُحَرِّمُ عليَّ تسطيرَ حرفٍ لانَّهُ مَخطوطٌ بنَظَّارةِ طبيَّةٍ مظنونةٍ بكفرٍ او بِخَبل، ذاك انَّها نَظَّارةٌ افرنجيةٌ مُريبَةٌ دَخيلةٌ ومُقتَحِمةٍ للمُقَل، ولزاماً عليَّ نزعَها ان ابتغيتُ حَرفاً حَصيناً بلا خَلَل ورَصيناً بلا عِلَل،

   - اجَل يا جليسَ اجل، فالنَّظارةُ بزعمِهُمُ خطبٌ لا يُطاقُ ولا يُحتَمَل، وهيَ حُرامٌ على النَّاسِ اِلَّا هُمُ، لانَّها تعطيلٌ للنِّعمَةِِ بل هيَ ذاتُ العَطَل، بينما تَرَى في جَيبِ احَدِهُمُ دَزينةَ نَظَّاراتٍ من ذاكَ “الطِّبِّ الخَبَل”. والمِنظَارُ عندهمُ اجرامٌ لانَّهُ تبطيلٌ للسُّنَّةِ بل هوَ مَكرٌ مُعتَمَل. اجَل، وتراهم قد انكروا انَّهُ لا فرقَ بينَ نَظرةٍ بنَظَّارةٍ على سجِلٍّ، ونظرةٍ بمِنظَارٍ الى الهَلالِ ان اَهَلّ، فَكلاهُما بحَاجةٍ لنَظّارتينِ ولا خَلَل، فبالاولى انتَ تستَعينُ لتحريرِ الجُمَلِ بِيمينٍ مُشتَمِل، ونستبينُ بالاخرى لتكبيرِ ما في الافاقَ من قَمَرٍ اهَلَّ ونجمٍ اَفَل.

   - اجلْ سَيِِّدي اجل، وما جاءَ تكريمُ رمضانَ الّا لانَّهُ شهرُ قرانِ “اقْرَا” بعَينِكَ او بنظّارةٍ من ابتِداعِ ماكِرٍ او باختِراعٍ مِن خَبَل. وانَّما اياتُ القرانِ امرةٌ كلُّها بعِلمٍ وبعَمل، لا بكَلِمٍ وبفَهمٍ من هَبَل، تكونُ عُقْبَاهُ تاجِيجٌ لتَلاحٍ وتَعجِيجٌ لجَهَل. اياتُهُ “هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ “، وما مِن شَيءٍ فَرَّطَ فيهِ او عَنهُ غَفل. وما تعظيمُ ليلةِ القَدْرِ بجَلل الّا لانَّ الفُرقانَ فيها نَزَل، ليلةٍ اجتمعَ فيها اعظمُ ثلاثةٍ في زمنٍ تامٍّ مُكتَمِل؛ “مُحَمَّدٌ الرَّحيم وجِبريلُ الكَريم والقُران الجَلَل». لذلكَ كانَ جزاءُ مَن بوجدانَهِ حضرَ ذا الاجتماعَ ثواباً بالفِ شَهرٍ مما تعدُّونَ بكَلَل.

   - ما كانَ المقدارُ الفَ شَهر يا جليس، لانَّها “خيرٌ”من ذلكَ الالفِ واجَلّ، افنسيتَ انَّ التَّنكيرَ للتَّكثيرِ في غالبِ الجُمَل، واذاً، فانَّ الافَها كثيرٌ لا يحدُّ اُفُقُهُ حدٌّ ولا يادُّهُ وَشَل.

  - واحَسرَتاهُ على امَّةٍ اذ هيَ تَتَناطَحُونَ بلا خَجَل، في رويةِ هِلالِ شَهرٍ ليلتُهُ خَیر مِّن اَلفِ شَهر واجلّ.

 -  اجَل جليس، اجَل. واحسرتاه على قومٍ ساقطينَ في قيعةِ العجزِ والكسل.

 

 

 


مشاهدات 106
الكاتب علي الجنابي
أضيف 2025/03/02 - 3:46 PM
آخر تحديث 2025/03/04 - 5:37 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 439 الشهر 2045 الكلي 10462994
الوقت الآن
الثلاثاء 2025/3/4 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير