الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
أماني الشريفي تنّجذب نحو المدرسة الرومانسية: الرسم وسيلة للتعبير عن الأفكار والمشاعر

بواسطة azzaman

أماني الشريفي تنّجذب نحو المدرسة الرومانسيةالرسم وسيلة للتعبير عن الأفكار والمشاعر

بابل - كاظـم بهَـيّـة

فنانة متميزة بريشتها والوانها وأسلوبها الخاص، اختارت المدرسة الرومانسية العاطفية وكذلك ميلها  إلى المدرسة السيريالية، لتعبر بأسلوب جريء بعيد عن التقليد، تتحدث عن وجع الناس وكل فكرة تريدها وفي الفن التشكيلي ترسم عدة أنماط ولكنها تميل الى الجوانب العاطفية والإنسانية ،انها التشكيلية أماني محمد عبد زيد الشريفي (2000 – الكوفة) خريجة كلية التربية جامعة الكوفة قسم  الفنية عام 2021 ،تدريسية في معهد الفنون الجميلة للبنات المسائي في النجف، رئيس قسم الفنون التشكيلية فيه، ومعها كان هذا الحوار:

كيف اكتشفت موهبتك بعالم التشكيل  ومن الذي ساعد على انماء موهبتك ؟

- اكتشفت موهبتي في مرحلة  الابتدائية من خلال الرسم الإلكتروني بالكمبيوترعلى برنامج الرسام ،حيث لاحظ والداي ان لدي خطوط فنية و دقة في اظهار التفاصيل ورسم الشخصيات، وبعد انتقالي الى مرحلة الاعدادية نمت موهبتي بشكل سريع جدا بسبب الفنانة نوار العادلي حيث قامت بتدريبي بشكل مكثف و تعليمي اساسيات الرسم الصحيح والمشاركة المستمرة بالمعارض  المدرسية.

كيف ساهمت دراستك في التربية الفنية في تطوير هويتك التشكيلية؟

-دراسة التربية الفنية لعبت دوراً مهماً في تطوير هويتي الفنية التشكيلية، لأنها منحتني فهماً أعمق للفن وتقنياته، بالإضافة إلى توسيع آفاقي من خلال دراسة تاريخ الفن وأساليب الفنانين المختلفين. حيث ساهمت هذه الدراسة في تنمية مهاراتي التقنية، وتطوير أسلوبي الشخصي، واكتشاف أدوات جديدة للتعبير عن أفكاري. كما أنها ساعدتني في النظر إلى العمل الفني ليس فقط من منظور تقني، بل من منظور ثقافي وفلسفي أوسع، مما عزز من هويتي التشكيلية وساعدني على التعبير عن نفسي بطريقة مميزة.

ماذا يعني الرسم بالنسبة اليك و الى  أي مدرسة فنية تميلين؟

-الرسم بالنسبة لي هو وسيلة للتعبير عن الأفكار والمشاعر، التي قد تكون صعبة الكلمة في نقلها. إنه عالم يمكن فيه توظيف الألوان والخطوط لخلق تواصل غير محدود مع الآخرين، سواء كانت لوحة تعكس الواقع أو تمثل الخيال الداخلي. الرسم يعطيني مساحة للحرية والابتكار، كما يساعدني على فهم نفسي والتفاعل، أما بالنسبة للمدرسة الفنية التي أميل إليها، فأنا أشعر بانجذاب نحو المدرسة  الرومانسية في الرسم غالباً ما يكون مرتبطاً بالشغف بالحرية العاطفية والبحث عن التعبير الداخلي العميق. المدرسة الرومانسية تركز على المشاعر الفردية، والطبيعة، والأحلام، والخيال، مما يمنح الفنان مساحة للتعبير عن رؤاه الخاصة بعيداً عن القيود العقلية أو القواعد الصارمة. في هذه المدرسة، يتم التركيز على نقل الأحاسيس والظروف النفسية بطريقة حيوية وعاطفية وايضا بسبب تعلقي العميق بالجوانب العاطفية والإنسانية، وربما اجد فيها وسيلة لتعكس مشاعر الحزن، الفرح، التمرد، أو حتى الجمال الطبيعي بأسلوب يبتعد عن التجريد ويقترب من الواقعية العاطفية كذلك ميلي  إلى المدرسة السيريالية قد يكون ناتجاً عن إعجابي بالفن الذي يتجاوز الواقع ويغوص في أعماق العقل الباطن والأحلام، السيريالية تتيح لي استكشاف العوالم الخيالية واللاواعية، وفتح أبواب غير تقليدية للتعبير عن الافكار والمشاعر. فهي تركز على تمثيل الأفكار المجردة، والرموز الغريبة، والمواقف غير المنطقية التي تكسر القيود العقلية المعتادة وتفتح أفقاً واسعاً للخيال قد يكون لدي شغف بالتفكير خارج الصندوق واكتشاف جمال التفاصيل غير المرئية في الحياة اليومية، مما يجعلني اشعر بأن السيريالية هي الوسيلة المثلى لإيصال أفكارك بطريقة مدهشة وغير تقليدية. بالإضافة إلى ذلك، تعزز من الانفتاح على التفسيرات المتعددة للأعمال الفنية وتتيح للمتلقي أن يتفاعل مع العمل بناءً على تجاربه الشخصية  ولكنني أيضاً أحب التنقل بين المدارس المختلفة لتوسيع مداركي وتنمية أسلوبي الخاص.

ومتى ترسمين؟ وهل يحتاج الفنان الى فضاءات خاصة؟

-ليس لدي وقت محد للرسم ، قد تمر اشهر عديدة لا استطيع الرسم فيها، قد  ارسم بشكل مستمر في فتره محددة بدون توقف، الامر يعتمد على مقدار حاجتني للانعزال عن العالم، أما بالنسبة للفضاءات الخاصة، فإنها تلعب دوراً مهماً في توفير بيئة مريحة ومحفزة. الكثير من الفنانين يفضلون العمل في أماكن هادئة ومعزولة، حيث يمكنهم التفاعل مع أعمالهم دون إزعاج. الإضاءة المناسبة، المساحة التي تتيح لك الحركة، وتنظيم الأدوات بطريقة تسهل الوصول إليها جميعها عوامل تساهم في خلق بيئة مثالية للعمل. ومع ذلك، قد يفضل البعض العمل في أماكن مفتوحة أو حتى في الهواء الطلق للحصول على إلهام من الطبيعة.

لوحاتك الفنية ،تزهو بأبجديتها (الالوان)، كيف تجدين علاقتك مع اللون؟ 

- ان علاقتي مع اللون تعد جزءاً أساسياً من تجربتي الفنية، الألوان بالنسبة لي هي لغة تتحدث بصوت عميق وتعكس الأحاسيس والمشاعر الداخلية التي قد يصعب التعبير عنها بالكلمات. أعتبر أن كل لون يحمل طاقته الخاصة في الرسم، أجد أن الألوان تمنحني القدرة على التعبير عن جوانب مختلفة من شخصيتي وحالتي النفسية، أحياناً تملأني ألوان دافئة كالأحمر والبرتقالي بالشغف و الغضب في ذات الوقت، بينما تكون الألوان الباردة كالازرق والاخضر  وسيلة للتعبير عن السكون و الرغبة في الانفصال التام عن الواقع الذي يعد غير مناسب لما اخلقه من عوالم والخص القول  بجملة قالها لي استاذي في الفنون: الوانكِ صارخه كأنها تقول انظرانا هنا  تجذب المقابل بدون رغبة منه الى تأملها.

باعتبارك مدرسة للرسم ورئيس قسم الفنون في المعهد المسائي كيف تصفين تجربتك في تعليم الرسم لاجيال نسائية مختلفة؟

-تجربتي في تعليم الرسم للأجيال النسائية المختلفة كانت مليئة بالتحدي والإلهام في الوقت ذاته. كل مجموعة كانت تأتي بتجارب واهتمامات مختلفة، ولكن من خلال الرسم، كنت أرى كيف يتجاوز الفن حاجز الزمن والخلفيات الثقافية والاجتماعية، ليجمعنا جميعاً في لحظات من الإبداع والتعبير. مع كل جيل، كان من المثير أن ألاحظ كيف تتغير طرق التفكير والتفاعل مع الفن. فمثلاً، الجيل الأصغر كان أكثر انفتاحاً على التجريب واستخدام الألوان الجريئة أو التقنيات الحديثة، بينما كانت الأجيال الأكبر تفضل تقنيات أكثر تقليدية ولكن مع عمق أكبر في التفاصيل. كان من المهم بالنسبة لي أن أتيح لكل شخص الفرصة لاستكشاف أسلوبه الخاص واكتشاف نفسه من خلال الرسم، دون التقيد بقواعد صارمة.

*هل ترين ان الفن التشكيلي يمكن ان يساهم في تعزيز قضايا المرأة في المجتمع ؟

-نعم، أن الفن التشكيلي يمكن أن يكون له دور كبير في تعزيز قضايا المرأة في المجتمع. من خلال الأعمال الفنية، يمكن للفنانات التعبير عن تجاربهن الشخصية والتحديات التي يواجهنها، مما يساهم في تسليط الضوء على قضايا مثل المساواة، والتحرر، والحقوق، والمشاركة الفعالة في المجتمع. الفن التشكيلي يمنح النساء منصة لرفع أصواتهن والتحدث عن قضاياهن بطريقة رمزية وملهمة ،و الفن يتيح مساحة لإظهار معاناة المرأة وأفراحها، وتمثيل قوتها وإبداعها. على سبيل المثال، من خلال استخدام الرموز، الألوان، والتراكيب المبتكرة، يمكن للفنانة أن تعكس العديد من الأبعاد الاجتماعية والثقافية المتعلقة بالمرأة، مثل التحرش، العنف، التحديات الاقتصادية، أو حتى الانتصارات والتطورات في مسيرتها. كما أن الفن التشكيلي يقدم وسيلة للتغيير الثقافي، فقد يسهم في إعادة تشكيل النظرة إلى المرأة وتعزيز الوعي المجتمعي حول أهمية احترام حقوقها ووجودها.

 


مشاهدات 109
أضيف 2025/03/02 - 2:52 PM
آخر تحديث 2025/03/04 - 7:35 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 432 الشهر 2038 الكلي 10462987
الوقت الآن
الثلاثاء 2025/3/4 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير