الدينار وسعر التمر في بلد النخيل
محمد مجيد الدليمي
الدينار العملة الرسمية العراقية , الذي دخل التداول المالي عام 1932 , ليحل محل الروبية الهندية , بعد انتهاء الاحتلال البريطاني للعراق , فقد كانت قيمة الدينار العراقي حسب المصادر التاريخية , تعادل 13 روبية , و يعادل 1000 فلس ( اصغر عملة معدنية انذاك ) التي اختفت فيما بعد مع العملات المعدنية الاخرى , جراء تاثر قيمة الدينار بارتفاع معدل التضخم المالي والاقتصادي ...
هذة المقدمة الموجزة عن تاريخ دخول الدينار الى التداول في العراق .
ستكون مدخلا لحكاية طريفة واقعية عن قيمة الدينار ومفادها :
قبل ايام من حلول شهر رمضان المبارك , ذهبت الى السوق لشراء تمر عراقي من نوع البريم الذي اعتدنا تناوله عند الافطار , وعند سؤال البقال (رجل سبعيني ) عن سعر كيلو تمر البريم , اجاب ان سعره ستة الاف دينار .. تعجبت وبقيت صامتا وقد خطر في ذاكرتي فترة الستينيات من القرن الماضي , حيث قام والدي ببيع دارنا في بغداد القديمة بثلاثة الاف دينار .. واليوم اشتري كيلو تمرعراقي بستة الاف دينار, اي بما يعادل سعر دارين انذاك ..قلت للبقال ( هذا شنون وكت ) سعر كيلو تمر البريم بستة الاف دينار, بينما كنا نشتريه ايام زمان , بدرهم اي بخمسين فلس او بمائة فلس . اجابني البقال : (عمي كل شيء بوكته) واضاف قائلا : في فترة الخمسبنيات اشترى والدي دارا في بغداد وبمساحة كبيرة , فيه حديقة في الامام وجديقة خلف الدار بسعر اربعة الاف دينار ..عندما كانت قيمة الدينار العراقي عالية , واليوم قد اختلف الامر , كل ذلك كان بسبب تنامي ظاهرة التضخم المالي التي استفحلت بمرور الزمن حتى اوصلت الدينار العراقي الى هذا الحال , حيث اصبح قيمته ضئيلة جدا . (انتهت الحكاية )
عليه نامل من وزارة الزراعة العراقية , ان يكون لها دور فعال في الحد من ارتفاع اسعار التمور , لكي تتمكن العوائل العراقية من ذوي الدخول المحدودة بالحصول عليه وباسعار مناسبة .. اخيرا نسال الله تعالى ان يرحمنا ويرحم الفقراء والمحتاجين الذين اصبح التمر حسرة عليهم لارتفاع اسعاره في السوق ....ونحن في بلد النخيل والتمور.