كلمات من الياسمين
حامد عبدالصمد البصري
-هـدوء
ـــــــــــــــــــــــ
في تثاؤب المساء
وعلى رصيف الرياح الحزينة
تساءلتُ في صمت وأضواء المدينة باهتة تستريح هنا ..وهناك
على كومة
ضباب كثيف
عبر المدى
وأصداء الريح الشتوية
تنفخ في تضاريس
وتعاريج
من عتمة غريبة
تساءلتُ
وأنا بين احساس
يتوهج مرة
وأخرى ينطفئ
.......................!
- أين نجمتي.........؟ فجأة اقتحم الظلام غرفتي
تغيّرتْ مناخات روحي
وغادرني الوقت فلم أرَ شيئاً.... فنمتُ في الكتاب ....!
-آثـار ــــــــــ
على جذع نخلة
قرب بيتنا القديم رأيتُ خطوطاً ... متعرجة.... ومنحنية...
تفيض من قلب السكون
بمهارات البهجة ،والعافية
سحبتني برقّة إلى ..ا
لـ...و
ر....ا...ء قليلاً..... حتى همستْ في أذني :- مهلاً.. لا شيء ينتظر المسافر..!
لا تستغربْ يا رجل
لن تتآكل خيوط الحبّ.. والتواصل
يا رائحة الزمن الجميل
لا تستغربْ :
لو طوّقتك في محبّةٍ عاقلة..
مراّت .. ومرّات
لقد مرّتْ عليّ آلاف الليال
وأنا في انتظارك ..أعرفتَ من أنا ...؟
إنّي شمس الأمس.. !
أقف شامخة..
فأنا ذات معدن ثمين..!
أعرفتَ من أنا..؟
أنّي - أنا - يا سيّدي – الذكريات..!
- بهجة البيت
________
كان بيتنا ،جنب النهر... يلقي بالخبز.. إلى الأسماك والطيور ويقول إلى البستان :- سلاماً.....سلاماً صباح الخير.....- ويمدُّ يديه يصافح كلَّ النخل ..
وكلّ الأشجار
وهي تحلّ خصلات شعرها وكان البيت، يعيد رصف طريقه
يلقي شعراً..
بكلمات ليستْ قابلة للمحوِ
يغنّي للبستان تحت السماء الخفيضة:- - أنت مرعى القرية ومرتع حيواناتها - ثمّ يصمتُ قليلاً فيبدو البستان شعاعاً مغتبطاً ترفرف أهدابه الملوّنة ..كالفراشات وتطفح عيناه ....
بندى زهر النجوم وتكتظّ أجواؤه ناصعة
بأطباق ، وسلال الرمان وبظلال الذكريات
وهي تنسج أثوابها
كخيوط من نور وبأغصان المحبة ..
وهي تتهادى
كالنسيم ، حاملة سرّ المسافات
في سحر واشراق ...!
فقد تلاشتْ - تماماً-
بين أضلاعها
مرارة الغربة ..
وجفوة الحياة
وتكسّرتْ مخالب الهموم....!