ترامب يفرض معادلة جديدة: لا مساعدات إلى كييف دون إتفاق سلام
واشنطن - مرسي أبو طوق
اوعز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بتجميد المساعدات العسكرية لأوكرانيا، مكثّفا الضغط على كييف لدفعها للموافقة على خوض مفاوضات سلام مع روسيا. وجاءت الخطوة بعد أيام على مشادّة علنية صادمة بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وترامب الذي يسعى لوضع حد للحرب في أسرع وقت. وقال المسؤول في البيت الأبيض طالبا عدم الكشف عن اسمه إن (ترامب أوضح أنّه يركّز على السلام، ونحن بحاجة لأن يلتزم شركاؤنا أيضا تحقيق هذا الهدف)، وأضاف (نجمّد ونراجع مساعداتنا للتأكّد من أنّها تسهم في التوصّل إلى حلّ يوقف الحرب بين موسكو وكييف). ودان الديموقراطيون في الكونغرس، القرار بوصفه خطرا وغير قانوني. وأفاد كبير الديموقراطيين في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب غريغوري ميكس على (زملائي الجمهوريين الذين وصفوا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمجرم حرب وتعهدوا مواصلة الدعم لأوكرانيا أن ينضموا إلي في مطالبة الرئيس ترامب برفع قراره الكارثي وغير القانوني بتجميد المساعدات). وحذّر ترامب في وقت سابق من أنه (لن يتسامح أكثر مع تمسك زيلينسكي بمواقفه)، وأشار خلال استقبال زيلينسكي في المكتب البيضوي إلى أنه (يتعين على الرئيس الأوكراني أن يكون أكثر امتنانا للدعم الأمريكي)، مؤكدا إن (زيلينسكي لن يبقى طويلا في منصبه من دون اتفاق لوقف إطلاق النار مع موسكو). بدورها، قالت صحيفة نيويورك تايمز أن (قرار التجميد دخل حيز التطبيق فورا ويؤثر على أسلحة بملايين الدولارات كان من المقرر إرسالها إلى أوكرانيا). من جانبه، أكد زيلينسكي أنه (يسعى لانتهاء الحرب في أسرع وقت ممكن). جاء التصريح بعدما اتهم زيلينسكي روسيا التي غزت أوكرانيا أولا عام 2014 ووسعت نطاق النزاع بشكل كبير في 2022، بعدم الجديّة بشأن السلام. وشدد على أن (الحصول على ضمانات أمنية قوية هو السبيل الوحيد لإنهاء الحرب)، لكن موقف ترامب سدد ضربة للمساعدات المخصصة لأوكرانيا وأثار القلق حيال تقارب واشنطن مع روسيا. وبعد محادثات أزمة نهاية الأسبوع في لندن، تبحث بريطانيا وفرنسا في إمكان اقتراح هدنة مدتها شهر بين أوكرانيا وروسيا جوا وبحرا وفي منشآت الطاقة .وأفاد زيلينسكي بأن المحادثات ما زالت تركّز على الخطوات الأولى، مضيفا أن (التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب ما زال أمرا بعيد المنال إلى حد كبير). في وقت، قللت روسيا من أهمية التصريحات، متهمة إياه بعدم الرغبة في السلام، بينما كررت الانتقادات الأمريكية التي تعرض لها بعد المشّادة التي وقعت في المكتب البيضوي الجمعة. وميدانيا، أعلن مسؤولون أوكرانيون عن سقوط قتلى جراء ضربة صاروخية روسية على منشأة تدريب عسكري على بعد حوالى 130 كيلومترا عن خط الجبهة. وأفاد مدون عسكري بأن (30 إلى 40 جنديا قتلوا وجرح 90 في الهجوم الذي وقع قرب دنيبرو). ورفض زيلينسكي الدعوات المطالبة باستقالته، مكررا تعهّده عدم القيام بذلك إلا إذا انضمت أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وهو أمر تعارضه روسيا وإدارة ترامب.وفي موسكو، حمّل الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف زيلينسكي المسؤولية عن السجال الجمعة مع ترامب ونائب الرئيس جاي دي فانس، مشيرا إلى أنه (أظهر انعداما تاما للمؤهلات الدبلوماسية). وقال بيسكوف امس إن (زيلينسكي لا يريد السلام).