عيد للمرأة أم أثبات للذات الأنثوية ؟
هدير الجبوري
هل عانت أمرأة في الكون كما عانت المرأة في بلدي ..وهل يكفيها يوما واحداً في العام كي تحتفل فيه بذاتها قبل أي شئ آخر.... حتى اليوم المخصص عيداً لها ظل خاضعا للتغيير كما تغير كل شئ في حياتها واصبحت لاتعرف بأي الايام تحتفل وهل هو عيدها حقا.. وفي الآخر أختارت افضل الحلول امامها وهو الركون للعيد الرسمي للمرأة العالمية فهو افضل خيار لها فهو لن يخضع لاية متغيرات فرضتها شتى الظروف عليها..
العيد الحقيقي إبتسامة وفرحة داخلية قبل ان يكون تقليداً ومناسبة محددة يُحتفى بها فهل حقاً تشعربذلك مَن كانت هي المخذولة والمُتعبة والحزينة والمكلومة واحيانا كثيرة المضطهدة
وهل إقرار العيد الخاص بها فيه نوع من تحقيق الذات بالنسبة لها وتذكير الطرف الآخر الذي هو الرجل بذلك اسباب عديدة تجعل المرأة تفكر بهذه الطريقة ، ربما لشعورها بالاهمال العاطفي وعدم التفهم لحاجاتها الروحية اغلب ايام العام مما يجعل منها تحلم بأن تثأر في يوم واحد من باقي ايام العام لعل الشريك او ربما الحبيب يلتفت لها ويشعر بحاجتها للمزيد من الاهتمام والتقدير..
هل يداوي العيد جراحاً متجذرة في الروح للكثير من النساء اولها شعور التخلي عنها والمعاناة من اوجاع الهجر والحرمان والاسى الداخلي
والتجاهل ونقض العهود والتطاول على المشاعر وإلايذاء لأدقها واكثرها عمقاً...
المرأة ليست كائن شفاف فحسب بل هي اكبر من هذا الوصف واصدق منه وليس هذا الحال ينطبق على كل النساء فهناك من قلوبهن أقسى من الصخر وربما لكل قاعدة شواذ..لكن تبقى المرأة هي الرقة الحقيقية والقلب الذي يهفو دوما الى الحب والعناية والاحتواء في ظل عالم اصبحت القسوة أولى سماته واصبحت مشاعر المرأة مداساً للقاسيةِ قلوبهم الذين لايفقهون معنى وحجم إيذاء مشاعر هذا الكائن الشفاف بحق وبدون حتى أن يلتفتوا للنظر الى مافعلوه بها من أذى وضررعميق لايمكن للكلمات ان تصفه مهما قيلت...