قضي الأمر
حسام خوام آل يحيى
تتسارع الأحداث في المنطقة بشكل دراماتيكي خطير للغاية؛ فكل المعطيات تشير إلى هجوم أمريكي وشيك وعنيف على الجارة إيران، والذي سيزامنه، بكل تأكيد، دعم غربي، إسرائيلي، وغطاء دولي بروباغنداوي مزيف لا يستند إلا لرغبة أمريكا في الهجوم على إيران. فعلى ما يبدو إن أمريكا لم تهضم الصفعة القوية التي وجهتها إيران للكيان المحتل في حرب الأيام الأثنتا عشر، والهزيمة النكراء التي منيت بها امريكا من خلال فشلها في حماية الكيان المحتل، علاوة على تجاوز إيران للخطوط الأمريكية الحمراء، وتجرؤها على هتك أكذوبة نظرية الردع الإسرائيلي. فقد قضي الأمر، وحسم، وستهاجم الطائرات الأمريكية والبوارج الحربية العمق الإيراني في أية لحظة، ولن تسكت إيران بالتأكيد وسترد بقوة. لكن كيف سيكون ردها هذه المرة؟ أنا أتوقع أن الرد الإيراني سيتجاوز هذه المرة مهاجمة القواعد الأمريكية في المنطقة بالصواريخ كما فعلت ذلك في الهجمات السابقة. فسوف تقوم إيران_ علاوة على الهجمات الصاروخية_ باللجوء أيضاً لأسلوب غلق الممرات البحرية الدولية وتهديد حركة الشحن الدولية؛ وأقصد هنا حظر الملاحة في الخليج العربي، واستهداف المنشآت النفطية التي تستثمر فيها الشركات النفطية الأمريكية، وهو ما سيدفع بأرتفاعات فاحشة في أسعار النفط العالمية، مما سيكبد أمريكا والغرب خسائر فادحة. ولأن النفوس موغرة برغبة الإنتقام لدى طرفي النزاع؛ فالحرب سوف تتجاوز هذه المرة حرب رد الصفعات بالصفعات، لحرب طاحنة تسحق فيها العظام وتهشم خلال أتونها الجماجم.