لماذا ثارت النساء على قضية بان؟
علياء عبود الحسني
ان هياج الشارع واهتمام الناس وخصوصا النساء على قضية الدكتورة بان ليست مجرد رد فعل عابر، وإنما تراكم لعدة أسباب عميقة:
1 - العنف المستمر ضد النساء:
المرأة العراقية يوميًا تواجه تهديدات: قتل باسم “الشرف”، عنف أسري، تهميش، وحرمان من العدالة.
لذلك، مقتل بان أو تصويره كانتحار أصبح “القشة التي قصمت ظهر البعير”، لأن كل امرأة رأت نفسها فيها.
2 - بُعد بان كـ “رمز”:
بان طبيبة، متعلمة، شخصية ناجحة، أي تمثل صورة “المرأة المثقفة المستقلة”.
حين قُتلت أو تم تصوير موتها بانتحار، كان ذلك رسالة لكل النساء بأن النجاح لا يحميهن، وهذا صدم الوعي الجمعي.
3 - ام بان استفزت مشاعر العراقيات ببرودها تجاه موت ابنتها
برود الأم وردود العائلة كثيرون استُفزوا من برود الأم، لأنه بدا وكأنه “تواطؤ” أو “قبول”، بينما الشارع كان يغلي.
لكن هذا البرود زاد من شعور النساء أنهن “وحيدات” في مواجهة منظومة تشرعن القتل وتصمت عليه.
4 - غياب العدالة وضعف التحقيقات:
كل مرة تُقتل فيها امرأة، يُقال: “انتحرت، حادث عرضي، نزاع عائلي”.
الناس تعبوا من هذه الروايات الجاهزة، فبان أصبحت رمزًا للرفض.
اذن، السبب الأعمق لثورة النساء من قضية بان جسّدت خوفًا جمعيًا تعيشه النساء يوميًا: أن يُمحى وجودهن بلا حساب، وأن يُسدل الستار على جرائم قتلهن بسهولة.