شَمْسٌ تَزْلُفُ نَحْوَ الرَّحِيل
إياد أحمد هاشم
فِي احْتِضارِ مٰا تَبَقّى لِيَ مِنَ الْبَرِيقِ ،
كُنْتُ أَحْفَلُ مُنْفَرِدًا
بِما تَبَقّى لِيَ مِنَ الشَّمْسِ
الَّتِي كَوَّرَهَا الظَّلامُ
أَعُدُّ النِّهاياتِ نَحْوَ الْبِركَةِ الْقَدِيمَة
كَمْ كُنْتُ وَأَيّامِيَ لاهِيَيْنِ صَيْفًا
أَكْتَنِزُ مِنْ سُخُونَةِ الأَشْياءِ مَعْنًى
لِإعْدادِ طَعامِ الْلَيْل
لٰا أَكْتَرِثُ لِانْطِفاءِ الْمَجَرّاتِ ،
مٰا دامَتِ الشَّمْسُ تَزْلُفُ نَحْوَ الرَّحِيل
أَيْقِظِينِي أَيَّتُهَا النَّجْمَةُ الْبَعِيدَةُ
لَقَدْ شارَفْتُ عَلَى الْحُلُمِ
فِي كُلِّ مَرَّةٍ أَجِدُنِي مُهْمِلًا
لٰا أُصَفِّفُ أَقْلامِيَ الَّتِي تَلِيقُ بِذِكْرِ صِفاتِ أَصْحابِها
وَلٰا أُهَيِّئُ أَوْراقِيَ الْمُبَعْثَرَةَ لِكِتابَةِ جُمْلَةِ الخَوْفِ
وَسْطَ صَراحَةِ الْمُحِيطِينَ بِي
أَخْتَزِلُ دائِمًا أَحادِيثَ الْبَراءَةِ
لِأَنٍّها لَيْسَتْ ذاتِ جَدْوى
ذلِكَ الْعُشُّ الَّذِي كانَ يَحْتَوِينِي
ظَلَّ دافِئًا وَلٰكِنْ بِلا بَيْض
أُسَخِّنُ فِيهِ ذِكْرَياتِيَ الَّتِي
اعْتَراهَا الْبَرْدُ وَالْبُرُود
ذاكَ النَّهْرُ الَّذِي عَلَّمَنِي السَّيْرَ
عَلَى الأَحْجارِ الرَّدِيئَةِ
عَلَّمَنِي السِّقايَةَ وَتَطْهِيرَ الرَّداءَة
عالَمِي مُكْتَظٌّ بِالأَضالِيلِ كَالإِعْلانات
فِي عالَمِي هٰذا
حَفِظْتُ عَلى رَفٍّ بالٍ
قَهْقَهاتِ الشّامِتِينَ
حَفِظْتُ رَسائِلَ الْحَرْبِ الَّتِي
انْتَهَتْ مُنْذُ حِين
مٰا عُدْتُ أَحْفَظُ عَدِيدَ الْحُرُوبِ
أَنا رَجُلٌ أَكْتَفِي بِالإِشارَةِ دائِمًا إِلى
أَصابِعِ الْيَدِ الْواحِدَةِ
حَتّى فِي لُقَيْماتِ الْخُبْزِ
ذٰلِكَ يَكْفِي عَلىٰ مُوحِلٍ مُنْفَرِدٍ مِثْلِيَ
غَيْرِ مُهْتَمٍّ بِمَوائِدِ الزَّيْفِ ،
الَّتِي يَحْتاجُهَا الْفُقَراءُ
*****