لا تُطِلْ بِالرَّحِيل
إياد أحمد هاشم
لٰا تُطِلْ بِالرَّحِيلِ حَسْبُكَ وَالْغُصْنُ ،
سَيُفْضِي لِطالِعِ الْقِدّاحِ
أوْ تَشُحَّ السِّقاءَ يَهْرَبُ نَخْبٌ
يَوْمَ يَدْنُو مِنْ بارِداتِ النِّضاحِ
فَتَجَمَّلْ رُغْمَ الْلَيالِي الْبَعِيداتِ ،
وَخَلِّ قَوافِلَ الْمُدّاحِ
أَنَا أَدْرِي فِي سِجْنِ أَمْسِكَ يَوْمِي
فَاطْلُقِ الآنَ مِنْ يَدَيْكَ سَراحِي
وَتَدَفَّقْ عَلىٰ قِصارِ ضُلُوعِي
وَاسْقِ ذَا النَّبْعَ مِنْ نُهَيْلِ الْقِراحِ
لَمْ يَعُدْ بِالدِّنانِ غَيْرُ قُطَيْراتٍ ،
فَهَيِّئْ مَراضِبَ الأَقْداحِ
مٰا تَمَنَّيْتُ أَنْ تُوَلِّيْ لَيالِيكَ
هَباءً بِزَحْمَةِ الأَرْباحِ
أَوْ أُغَنِّيكَ وَالْغِناءُ مُباحٌ
أَمْ غِنائِي عَلَيْكَ غَيْرُ مُباحِ
كَغَرِيقٍ وَرُحْتُ أُومِئُ دَهْرًا
خَجِلَ النَّهْرُ مِنْ نِدائِي وَراحِي
كَمْ تَحَسَّسْتُ خَيْمَتِي فِي بِلادٍ
تَتَعافىٰ عَلىٰ هُبُوبِ الرِّياحِ
كَمْ تَمايَلْتُ فَوْقَ غُصْنٍ رَطِيبٍ
مٰا تَفَقَّدْتُ طائِرِي وَجَناحِي
أَنَا كَالنّايِ آلَمَتْنِي ثُقُوبٌ
بَيْدَ أَنِّي كَالْبُلْبُلِ الصَّدّاحِ
مٰا تَساءَلْتُ مَنْ سَيَطْرُقُ بابًا
كَسَرَتْها نُبُوءَةُ الْمُفْتاحِ
كَمْ تَدانَتْ لِيَ الْجِنانُ وَقَلْبِي
خائِفٌ مِنْ خِيانَةِ التُّفّاحِ
مٰا جَفَوْتُ الأَحْلامَ أَتَّبِعُ الْبَدْرَ
وَأَسْرِي مَعَ النُّجُومِ الصَّواحِي
كَمْ تَراكَضْتُ كَالنُّذُورِ وَلٰكِنْ
كُنْتُ أَخْشىٰ مِنْ نَشْوَةِ الذَّبّاحِ
كَمْ جَعَلْتُ الشِّراعَ مِئْذَنَةَ الْبَحْرِ
وَنُصْبًا لِمُذْكِياتِ الأَضاحِي
فَسَراياكَ تَمْنَعُ الْقُرْبَ مِنِّي
يَوْمَ أَوْقَدْتُ خافِتَ الْمِصْباحِ
لِيَ قَلْبٌ عَلىٰ أَذانِكَ صَلّى
يَوْمَ صَلّى نَوافِلَ الإِصْباحِ
لَوْ مَنَحْتُ الرُّماةَ فُرْصَةَ سَهْمٍ
صائِدِي أَنْتَ وَالسِّلاحُ سِلاحِي
*****
لا تُطِلْ بِالرَّحِيل