الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
بغداد تشهد حالة إضطراب سيبراني والأسباب مجهولة

بواسطة azzaman

خبير لـ (الزمان):  مصادر التشويش غير معلومة والتكهّنات تتصاعد

بغداد تشهد حالة إضطراب سيبراني والأسباب مجهولة

 

بغداد - قصي منذر

 

عزا مدير مؤسسة بغداد للتواصل والإعلام الرقمي صفد الشمري، ما يحدث من تشويش إلكتروني في عدد من مناطق بغداد، إلى ما وصفه بعض المستخدمين بإنه إجراء سيبراني مرتبط بحماية الانتخابات. ويعيش سكّان العاصمة على وقع اضطرابات حادة في أنظمة تحديد المواقع العالمية، وسط حالة ارتباك أصابت خدمات الملاحة والتطبيقات الذكية وشركات التوصيل والنقل، في واحدة من أعنف موجات التشويش التي شهدها العراق خلال السنوات الأخيرة. وقال الشمري لـ(الزمان) أمس إن (عدم صدور أي تصريح رسمي بشأن هذه الظاهرة، برغم تأثيرها على نشاطات المواطنين وأعمالهم اليومية، وجعل كل ما يتداول حتى الآن يقتصر على تكهنات وتوقعات)، معرباً عن (القلق من غياب التنسيق الرسمي وإصدار التوضيحات اللازمة للقطاعات المتضررة)، وتابع إن (عدداً من التشكيلات الرسمية بدأت هي الأخرى بالاستفسار عن الموضوع عبر الكروبات المختصة بالنخب الرقمية في البلاد، ما زاد من علامات الاستفهام بشأن طبيعة التشويش ومصدره، الذي تشير بعض المعطيات إلى أنه ينبع من المنطقة الخضراء)، مؤكداً إن (هذا الإجراء، وإن كان يعكس اهتماماً غير مسبوق بالمجال السيبراني، إلا أنه يتطلب تنبيهات رسمية للقطاعات المتضررة، ولاسيما في مجالات الملاحة الجوية وأمن الرحلات وسلامة المسافرين، سواء كان التشويش ببث إشارة ذات طاقة مرتفعة تغطي التردد الأصلي، أو باستخدام تكنيكات التحايل على أجهزة الاستقبال لإحداث الإرباك)، ولفت إلى إن (مسألة التشويش تحتاج إلى توضيح عاجل من الجهات المختصة، لا سيما مع بدء إجراءات الانتخابات التي قيل ان هدف هذا التشويش، هو حمايتها من الاستهداف). من جانبه، قال خبير الاتصالات رضا خضير أمس إن (موجات التشويش لا تبدو عشوائية، بل تتبع أنماطاً فنية توحي بأنها موجهة خصيصاً للتشويش على الطائرات المسيرة والأنظمة العسكرية، تحسباً لأي طارئ أمني)، مؤكداً إن (المؤشرات الأولية تفيد بوجود مصدر ثابت أو متحرك داخل بغداد يصدر إشارات عالية التردد، لم يتم تحديده بدقة حتى الآن)، ومضى إلى القول إن (فقدان إشارات الـ جي بي اس، يؤثر بشكل مباشر على حركة النقل، وخدمات سيارات الأجرة والتوصيل، وحتى فرق الطوارئ التي تعتمد على تتبع المواقع للوصول إلى وجهاتها)، مبيناً إن (هذا النوع من التشويش عادة ما يُستخدم في أوقات التوتر الأمني أو عند تنفيذ إجراءات وقائية مرتبطة بحماية مواقع حساسة)، وأوضح خضير إن (السكوت الرسمي عن هذه الظاهرة يثير القلق، لأن استمرارها يُعدّ تهديداً مباشراً للبنى التحتية الرقمية والأمن الاقتصادي في البلاد)، داعياً وزارة الاتصالات وهيئة الإعلام والاتصالات إلى (إصدار توضيح رسمي حول ما يجري والكشف عن مصدر التشويش، سواء كان تجريبياً أو أمنياً)، مؤكداً إن (العراق الان أمام اختبار حقيقي في قدرته على حماية فضائه الإلكتروني والترددي، فغياب الشفافية في التعامل مع هكذا حوادث قد يفتح الباب أمام تكهنات لا تقل خطورة عن الحدث نفسه). بدوره، أشار الاكاديمي عمار العيثاوي أمس إلى إن (التشويش الذي حصل وحتى يتم تغطية هذه المساحات الواسعة، يحتاج إلى أدوات خاصة، تُعرف بأدوات الحرب الإلكترونية، وهذه لا تمتلكها إلا الدول)، محذراً من إن (استمرار الظاهرة دون تفسير رسمي، سيؤدي إلى تصنيف الأجواء العراقية على أنها غير آمنة للطيران)، وشدد على القول إن (بعض شركات الطيران قد تُعيد النظر بمساراتها الجوية فوق العراق، وهو ما يعني خسائر مالية جسيمة للدولة التي تستفيد من رسوم العبور الترانزيت)، مضيفاً إن (أكثر من 300 ألف كابتن في تطبيقات التوصيل والنقل تأثروا بشكل مباشر نتيجة فقدان دقة المواقع، ما انعكس على الحياة اليومية للمواطنين الذين صار صعباً عليهم الوصول إلى وجهاتهم في العاصمة)، ورأى إن (الجهة المسؤولة عن متابعة الطيف الترددي هيئة الإعلام والاتصالات، مطالبا بإصدار بيان فوري يوضح سبب هذا التشويش ومصدره)، ومضى إلى القول إن (الصمت الرسمي لا يليق بظاهرة تمسّ الأمن القومي والاقتصاد اليومي للمواطن). فيما شدد الخبير في مجال الاتصالات والشبكات والتحول الرقمي عصمت البياتي أمس إن (ما يحدث في بغداد ليس حادثاً تقنياً عارضاً، بل جزء من حرب إلكترونية متصاعدة في أجواء المنطقة)، وأشار إلى إن (العراق شهد في السنوات الأخيرة تزايداً في حوادث التشويش على نظام جي بي اس، حيث سجلت جهات دولية مختصة، من بينها منظمة الطيران المدني الدولي، انحرافات بمسارات الطائرات تجاوزت 80 ميلاً بحرياً في بعض الحالات)، وأوضح البياتي إن (ضعف الإشارات القادمة من الأقمار الصناعية يجعلها فريسة سهلة أمام أجهزة تشويش صغيرة أو محمولة، لكنها ذات تأثير مدمر). وتتركز الظاهرة في نطاق المنطقة الخضراء والأحياء المحيطة بها مثل القادسية والحارثية والسعدون، بينما تشير معطيات أولية إلى أن التشويش طال أيضاً الطائرات المدنية التي حلّقت فوق العاصمة، ما دفع منظمة الطيران المدني الدولي إلى تلقي بلاغات من طيارين أبلغوا عن فقدان الإشارة أو انحرافها أثناء التحليق في الأجواء العراقية.

 

 

 

 

 

 

 


مشاهدات 131
أضيف 2025/10/30 - 5:34 AM
آخر تحديث 2025/10/30 - 8:47 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 286 الشهر 20553 الكلي 12360407
الوقت الآن
الخميس 2025/10/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير