الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
من هناك.. الى هنا..

بواسطة azzaman

من هناك.. الى هنا..

عباس الجبوري

 

١-هذه قصة لاتشبه القصص الاخرى..ربما هي من أحسن القصص كما حلم بها يوزرسيف (من البئر الى الرئاسة..)

٢- تصدى يوسف الصديق الى المسؤولية ..وعلى كتفيه كفائتان..

كفاءة الاحسان..و

كفاءة الطهر الداخلي..

وحق له أن يخاطب الملك (اجعلني على خزائن الارض..).. وقبل ان يسأل الملك لماذا..

قدم يوسف سيرته العملية( اني حفيظ عليم).. وكان ما كان..

٣-كان خبيراً ..وكان منجل حصاد.. وكان جليس المعدمين.. وصديق التائهين من أزقة الايام..وكان حارس سايلوات الحنطة الى الى شروق الشمس .. وكان يتأمل في السماء بعد منتصف الليل ..وأحياناً يحاور النجوم..اذا تأخرت .. واذا نعس توسد الرمال على سفح النيل العظيم..

٤- مقطع زمني بين يدي الدلال .. بين رمشي يعقوب.. ومقطع زمني إخر بين (عزلة البئر)..ورفاه (القصر)..

بين ذئب مزعوم.. وقصر مأزوم ..مفخخ بأسلاك الجمال.. وجنون الشهوات..ومر من هنا وهناك.. وتدلى للمنتظرين في السجون والطرقات خيطاً أبيضاً يشبه هلال العطاشى والصائمين.. ومشى

٥-مقطع زمني للسلطة والحكم .. كان كذلك من المحسنين.. عفا ومشى.. ومشى وعفا.. في دورة حياة تشبه الاصدقاء من الوفاء .. وكان يترنم في قصره وملكه..ماكان يترنمه في سجنه وعذابه..

(انه ربي أحسن مثواي..) وصدق..

٦-لم يلتف الى غضبه.. ولم ينبش ذاكرته.. ولم يشتري سلاحا..رغم قلاقل الرهبان المزيفين..

كان سلاحه ..

(بسمة طليقة.. وكلمة صادقة..وكفة ميزان).. تبسم ..وشكر..وكال.. وربما تألم من قريب..

٧-وصيته زراعة الحنطة.. وحصدها مبكراً..وخزنها بسنابلها.. وكيلها للفقراء بلا بطاقة تموينية.. ومع كل كيس حنطة.. قبلة على أيادي الحمالين.. لان ظهورهم تيبست من أثقال الايتام والارامل..فحملوهم على خشبة ظهورهم الطاهرة..بلا منٍ ولا أذى..

٨-كانت دولة..وكانت سيادة..وكانت رحمة وعدل… لم يظهر سلاحها..ولم تشعل نيرانها بحقول الاخرين..

ولم تستعرض (قواها) في معارض او تمارين.. لان قطاة السنابل تكره رائحة الدخان.. والبارود.. وأصوات المهاويل..وطبول الثارات المنتفخة..

٩-لم (يحتار) يوزرسيف.. بموكبه.. واين يقف الحراس ..واكتفى بعينين ويدين وسيفين.. خشية غدر لئيم بلا أصل.. أو مرتشىٍ بلا كرامة.. أو متطرف بلا دين..

ومر من أمام الجميع كنسمة فجر ندي تبسمت على أوراق البرتقال المصري الداكن الخضرة.. وحسده آخرون فقرأ عليهم سورة الحسد . .وأعطاهم كيلهم.. كيل بعير وزيادة..

١٠-حرر الناس من خوف السجن.. وهيبة السلطان.. ورهبة الشرطة.. وكتّاب التقارير الحزبية..

فتسابق الناس على ابتسامته.. لانها لهم..

وحرصوا على مصافحته لان أصابعه تمطر حنطة ومحبة..

١١-كان حصيفاً حين علّم الناس بناء صوامع للطعام.. لكي لا تهزمهم المجاعة..

وكان صادقاً حين حدثهم عن الابوة وفعل الخير.. حتى لايذبحهم العقوق..

وكان كريماً.. حين عفا عن  سارقي الاحلام .. والحنطة

لكي لايخنقهم العوز..

وكان ..وكان..

١٢-كان نصف حديثه من عينيه.. والنصف الاخر من بين قلبه وشفتيه..

وكانت عبادته خدمة الناس..

وكان محرابه شوارع الفقراء..

وكانت سجادته أطراف ثوبه .. المبلل بعرق التجوال.. ورائحة الطحين

وكان نبياً..وكان يمشي في الاسواق ..

وللاسواق كتاب مفتوح..

وأعرافٌ وتقاليد..

وكلمات.. وكلمة تشبه(الكمبيالة)..

 


مشاهدات 44
الكاتب عباس الجبوري
أضيف 2025/12/22 - 4:34 PM
آخر تحديث 2025/12/22 - 11:28 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 813 الشهر 16729 الكلي 13000634
الوقت الآن
الإثنين 2025/12/22 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير