خبير يحذّر من إنهيار الإيرادات وتراجع تنافسية الطيران المدني:

الناقل الوطني يئن تحت وطأة الحظر الأوربي لأكثر من عقد

بغداد – قصي منذر

أكد الخبير في شؤون الطيران فارس الجواري، إن قطاع الطيران المدني يعاني منذ أكثر من 11 سنة، نتيجة الحظر الأوربي المفروض على شركة الخطوط الجوية العراقية، مشيراً إلى إن هذا الوضع لم يؤثر فقط على المسافر، بل ألقى بثقله الاقتصادي على الخزينة الحكومية التي ما زالت تتحمل الخسائر.

ذكاء اصطناعي

 وقال الجواري في بيان تلقته (الزمان) أمس إن (النقاش الذي جرى بينه وبين الذكاء الاصطناعي بشأن التقديرات الاقتصادية لوضع السوق خلال مدة الحظر الأوربي، كشف عن حقائق مهمة، حيث أوضح الحاسوب الذكي إن متوسطات تشغيل الخطوط الإقليمية المشابهة تشير إلى أن الخط الأوربي المباشر الواحد من بغداد إلى إحدى تلك العواصم، يمكن إن يحقق عوائد سنوية تقديرية تتراوح بين 15 إلى 25 مليون دولار، وتشمل هذه الإيرادات نقل الركاب، الشحن الجوي، والخدمات التشغيلية المرتبطة بالرحلة)، مضيفاً إنه (بالنظر إلى أن الناقل الوطني العراقي، كان من المفترض أن يشغّل ما لا يقل عن 4 إلى 5 وجهات أوربية رئيسة كما كان قبل فرض الحظر، فإن حجم الإيرادات السنوية غير المتحققة يُقدّر بما بين 60 إلى 120 مليون دولار سنوياً، ومع استمرار الحظر الأوربي لأكثر من 11 سنة، يمكن تقدير الخسارة التراكمية المباشرة بما لا يقل عن 600 مليون إلى 1.2 مليار دولار، دون احتساب الآثار الاقتصادية غير المباشرة التي تشمل فقدان فرص تشغيلية مباشرة وغير مباشرة وتراجع الحصة السوقية للناقل الوطني وانخفاض إيرادات المطارات العراقية من التشغيل الأوربي، فضلاً عن تراجع تنافسية النقل الجوي العراقي إقليمياً)، وأوضح إن (هذه الأرقام تقديرية مبنية على مقارنات تشغيلية في أسواق إقليمية مماثلة، وتهدف إلى إظهار حجم الأثر الاقتصادي العام لاستمرار الحظر)، وتساءل الجواري ( هل كانت الحكومة المنتهية ولايتها على علم بما حصل وسيحصل للناتج المحلي من اقتصاديات البلد نتيجة استمرار الحظر ومنح الحرية الخامسة؟)، وأضاف (طلبت أن يكون هناك حلقات نقاش على شكل ورش عمل بين المختصين والمقربين من أصحاب القرار في ملف الطيران قبل اتخاذ هكذا خطــــــوات لا تخدم المصلحة العامة فحسب، بـــــل مستقبل الأجيال القادمة)، ومضى إلى القول (كالمعتاد، أكرر، هل من سامع، وهل من مجيب؟). وكانت وزارة النقل قد اعلنت انطلاق أول رحلة جوية مباشرة من مطار بغداد الدولي إلى مدينة كوبنهاغن، بالتعاون مع الخطوط الجوية العُمانية.

وقال الوزير رزاق محيبس السعداوي خلال المناسبة أمس إن (افتتاح خط الطيران المباشر بغداد كوبنهاغن، بوصفه أول وجهة أوروبية تُسيَّر بالتعاون مع الطيران العُماني، يمثل خطوة استراتيجية تهدف إلى تقليل الوقت والجهد والكلفة على المسافر العراقي، وتسهيل حركة تنقل الجالية العراقية المقيمة في أوروبا، فضلًا عن توفير خيارات سفر أكثر مرونة وأمانًا)، وأضاف السعداوي إن (هذا الإنجاز يُعد ثمرة للتعاون المشترك بين العراق وسلطنة عُمان، وإن هذه الرحلات تعطي انطباعًا إيجابيًا عن جاهزية البنى التحتية العراقية وقدرتها التشغيلية على تنفيذ الرحلات الأوربية، بما يسهم في دعم جهود رفع الحظر عن الناقل الوطني، وتعزيز الربط الجوي بين بغداد والعواصم الأوربية، وفتح آفاق أوسع لحركة المسافرين.

 وانعكاس ذلك إيجابًا على قطاعات السياحة في العراق). من جانبه، أكد سفير سلطنة عُمان محمود بن مهنا الخروصي إن (هذه الرحلات ستواصل مسيرتها نحو أوربا، ولا سيما إلى مدينة كوبنهاغن).

خطوط مباشرة

مشيرًا إلى إن (اختيار افتتاح خطوط مباشرة من مطار بغداد الدولي إلى أوربا، يمثّل المرحلة الأولى من خطة مستقبلية تعكس عمق التعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين). بدوره، قال نائب الرئيس التنفيذي للطيران العُماني حمود العلوي إن (تدشين هذا المسار الجديد يحمل أهمية استراتيجية كبيرة، من خلال ربط المجتمعات وفتح آفاق أوسع للتبادل الاقتصادي والحضاري).

فيما أوضح مدير دائرة المطارات العراقية حسين الزبيدي إن (تدشين خط عُمان كوبنهاغن بغداد وبالعكس، يهدف إلى تذليل العقبات أمام المواطن العراقي، وتمكينه من الوصول إلى المحيطين الأوربي والعالمي بسلاسة وانسيابية).