هذه الصولة .. لمجلس شورى الدولة
جمال السوداني
بتطور الطرائق ، أخذت الدول تتطور ، مستخدمة تلك المعارف المتنامية ، في شتى مجالات الحياة . هي تتطور ، و مجتمعاتها تتطور . إذ تعتمد أفضل الطرائق في إدارة المؤسسات الأكاديمية ، و غير الأكاديمية ..
**
و ما دامت هناك درجات علمية ، في المؤسسات الأكاديمية ، تبدأ بالبكالوريوس ، إذ من يكون متفوقا في حصوله على البكالوريوس ، ينسب محاضرا في أكاديمية ، و يعطى لقب ( معيد ) ..
**
و لحامل الماجستير يعطى لقب ( مدرس مساعد ) . و لحامل الدكتوراه لقب ( مدرس ) .. و يتدرج كل ثلاث سنوات ، يقدم فيها المتطلبات العلمية ، فعليه أن ينشر ثلاثة كتب في إختصاصه ، أو ينشر ثلاثة بحوث أصيلة في إختصاصه ، في مجلات محكمة . و تخضع المتطلبات إلى خبراء داخل ، أو خارج العراق ، مع قيامه لثلاث سنوات ، يحاضر في قاعات الدرس ، أو يحاضر في المختبرات بقدر مثلا 16 ساعة أسبوعيا ، حتى يعطى لقب ( أستاذ مساعد ) ..
**
ثم بتدرج بعد ثلاث سنوات ، إلى لقب ( أستاذ ) و يسمى بروفيسور .. إن قدم المتطلبات المتعارف عليها دوليا ، فعليه أن ينشر ثلاثة كتب ، في حقل إختصاصه ، و تخضع لتقييم خبراء ، داخل أو خارج العراق ، أو ينشر ثلاثة بحوث في حقل إختصاصه أصيلة ، في مجلات محكمة ، و تخضع بعدها الى التقييم من قبل خبراء ، داخل أو خارج العراق ، مع تدريسه للمحاضرات في القاعات ، أو داخل المختبرات ، بقدر مثلا 12 ساعة أسبوعيا ..
**
و بعد الدكتوراه هناك ألقاب أكاديمية أخرى ، كأستاذ مشارك ، و أستاذ كرسي ، و يسمى فل بروفيسور ، و أستاذ زائر .. و هذه الدرجات و الألقاب ، لها متطلبات كبيرة ، و قد تتعدى حدود العراق ، حتى تتحصل ..
**
إننا أمام حقائق ليست طبيعية ، نضعها أمام المسؤولين في الدولة ، و خاصة أمام ( مجلس شورى الدولة ) .. لمعالجة هذا التلاعب في أكاديمياتنا ، و في دوائرنا غير الأكاديمية . و هنا ، أضع هذه المنطلقات ، لإيجاد طرائق ، تعالج تلكم الحقائق غير الطبيعية .. في الفقرات التالية :
1. من الضروري وضع لائحة نظام إنتخابات ، ملزمة لجميع الفروع و الأقسام في الجامعات و الكليات و المعاهد العليا .. و الطلب من القضاء الإشراف على إنتخاب كل رؤساء الفروع و الأقسام . لمن يحمل أعلى الألقاب العلمية في كل فرع أو قسم ، و لمن يرشح نفسه ، كل ثلاث سنوات . و يتم إنتخاب كل رئيس فرع أو قسم . و يجلس هؤلاء ، رؤساء الفروع و الأقسام المنتخبون ، و ينتخبون عمداء الكليات و المعاهد ، و مساعديهم ، الحاصلين على أعلى الأصوات ، بعد أصوات العميد . و يجلس العمداء لينتخبوا رئيس الجامعة و مساعديه ، و بهذه الطريقة ، فلكل ثلاث سنوات ، سنحصل على أفضل الكوادر . و بهذه الطريقة سيقضى على ظلم كبير ، و فساد كبير ..
2. هذا شيء ، و الشيء الا~خر ، من الضروري وضع لائحة ، بإلزام كافة دوائر الدولة ، مديريات و دوائر و مصانع و معامل .. يلزمون بلائحة ، تجرى بموجبها إنتخابات لكل قسم ، و ينتخب رئيس القسم ، لمن هو أقدم و أكفأ ، و الذي يرغب في الترشح . ثم يجلسون ينتخبون مدير الدائرة الأكبر و مساعده . و المنتخبون ينتخبون المدير العام و مساعديه . و بهذه الطريقة سيوضع المخلص ذو الكفاءة في مكانه الوطني الصحيح . و بهذه الطريقة سيقضى على الحيف ، و على الكثير من الفساد الإداري ..
3. و من ناحية أخرى ، يلزم كافة منتسبي الدولة ، بلائحة ، لمن هم دون منصب الوزير ، بعدم الإيفاد إلى خارج العراق ، لأكثر من مرة في السنة ، إن كان من ضمن وفد تفاوضي هام ، أو لخضور مؤتمر ، أو معرض ، أو لدعوة من جهة خارجية ، و يحرم عليهم لأي سبب كان ، حتى و إن أتت دعوات عدة من جهات خارجية بإسم المدعو .. فالمفاوضات الهامة يمكن إقامتها بالدائرة التلفزيونية المغلقة ، و ما دونها فضرر كبير على الدولة ، لأن الموفد يكلف الدولة الكثير من المال ، و تعدد الإيفادات هو فساد صارخ كبير ..