تنمية الإنسان تسبق الحجر

احمد نعيم الطائي

تتكرر في العراق، وبصورة مفزعة ومشاهد مصورة الاعتداءات الوحشية على الرضّع والأطفال بأيدي ذويهم ، أو بقبضة عصابات التسول الإجرامية التي تنشط علنًا، تحت أنظار منظمات صامتة وحكوماتٍ متعاقبة متغافلة ،  لم تتعامل يومًا مع هذا الملف الأخطر بالجدية التي يستحقها. أوجه ندائي المتكرر إلى رئيس الوزراء ان أسعفه الوقت لسماعنا وسط انشغالاته وحرصه بالتعبئة الانتخابية ، واقول له : أيّ تنمية تتحدث  عنها، وأيّ إعمار يُبنى على أنقاض الطفولة؟ ، كيف تُبنى دولة بالحجر فيما يُهدم الإنسان في بيته وشارعه ومدرسته؟. كان الأجدر بـ (حكومة الإعمار والتنمية) أن تبدأ إعمارها من الطفولة، من تربية جيلٍ نافعٍ وواعٍ، لا من جدرانٍ صمّاء تلمّع الوعود الانتخابية وتخفي وجع الرضع والأطفال . إن سكوت الدولة عن هذه الجرائم هو تواطؤ بصمتٍ قاتل مع من يهدم مستقبل العراق، فكل طفل يُعذَّب أو يُستَغل ، سيصبح قنبلة موقوتة يتم وضعها أمام بيوت العوائل التي تحرص على تقديم أبناء نافعين للمجتمع ، ومعول يعمق الشروخ في جدار امن الوطن وتقدمه. يقيناً هذا الأمر ليس ضمن مشاريعك  التنموية الحجريّة ،لكني اذكرك ان صفتك الرسمية ومسؤوليتك الإنسانيّة والشرعية والأخلاقية تستوجب الاستجابة العاجلة لايقاف وجع وصرخات الأطفال .

#أنقذوا الطفولة من الجرائم الصامتة

#الإنسان قبل الحجر