الإحتلال اللغوي .. العربية في خطر

جاسم محمد صالح

من المعيب والمخجل ان يصمت المهتمون عن الحالة المشينة والمهينة والتي وصلت اليها لغتنا العربية ،فبعد الاحتلال العسكري والاقتصادي للعراق بدا الاحتلال اللغوي يؤتي ثماره في كل شيء، في الاعلام والصحف والمجلات والمؤسسات والمنشات الثقافية. شوارعنا كلها ملئت بأسماء وعناوين  لكلمات اجنبية ، وباحجام تفوق حجم الكلمات العربية ، المحلات والمولات كلها تتسابق لاختيار كلمات اجنبية غريبة، الاكلات في المطاعم كلها اكلات غريبة في نكهتها وطعمها وتسميتها ، حتى المجلات التي تصدر في العراق امست تظهر بتسميات اجنبية او عامية او ما شابه ذلك .

فلو تجول احدنا في شوارع مدينة المنصور فان كل ما فيها يحمل تسميات غريبة وكذا الحال في مدينة زيونه وشارع فلسطين والكرادة وحي الجامعة والعامرية، وكل شبر في ارض بغداد الخليفة المنصور امسى غريبا عن العروبة وعن الهوية وعن التراث وعن الموروث ،  حتى بدات المؤامرة في مسح تاريخنا وموروثنا  تؤتي - وللاسف الشديد - ثمارها وينجح المخطط الذي استهدف احتلال العراق وطمس هويته ٫ حتى اسماء الاشخاص فقد زحفت اليها  الاسماء الغربية في تسميه الابناء .

مدينة السلام

ضياع اللغه ضياع التاريخ ، ضياع للمروءة ، ضياع للشرف والقيم ، ضياع اللغة وتشرذمها ضياع للهوية والانتماء، ضياع اللغة ضياع للثقافة وضياع للقران الكريم وقداسته،  ولحكم واقوال الخلفاء الراشدين جميعا ، تقزم اللغة لمن يتكلم تقزم بها وغربة لمن يتكلم بها في بلاد مثل ما يحدث الان في اقطار الخليج العربي والذي ما بقي منه شيء من العروبة غير تسميتهم والتي اوشكت فيها اللغات الاجنبية بان تكون بديلا عن لغة البلد العربية ، ولكي لا نكون بلدا بلا لغة علينا اولا :

تفعيل قانون حماية اللغة العربية والذي شرع في العهد الماضي حماية لقداسة اللغة وتعزيزا لاصالتها وقيمها وهذه مسؤولية المجمع العلمي العراقي والذي يتراسه الشاعر العروبي صليبة وهو العليم محمد حسين ال ياسين، فهذه اللغة هي امانة في رقبته اولا وهي ايضا  امانة في رقبة كل عربي شريف يؤمن بانتمائه الى هذا الوطن والى مدينة السلام ، مدينة المنصور... مدينة هارون الرشيد ... مدينه الائمة والعلماء الاطهار والفقهاء المتميزين وكل المفكرين الذين سبقونا وكتبوا بها وخلفوا لنا عشرات الالاف من الكتب التي رسخت ورفعت بنيان الثقافة العربيه بها .

 كاتب متخصص في ادب وثقافة الاطفال