الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
رسام الزعيم

بواسطة azzaman

رسام الزعيم

مصطفى عبد الحسين اسمر

 

انا احب السفر و الترحال و زرت من بلاد الله كثيرا غير بلادي كلها جميله وخاصة الأوربية هي  و شعبها للطيف

لكن بصراحة لم تدخل قلبي مثل المانيا و خاصة قري اوبير ستدروف انا احب المناظر الطبيعة ولا احب زحمة المدن و خاصة البحيرات الفيروزية جنوب المانيا وهي حدويه مع النمسا

تعطلت سيارة الأجرة التي كنت اقلها مما اجبر السائق ع الاتصال بفريق صيانة و اخبرني يمكن الاستراحة في أي مكان في الحدائق او هناك فنادق قريبه

قررت ان استريح في بيت وفندق بنفس الوقت له بأحه كبيره و مزروعة بانواع الزهور و الشجيرات الجميلة اقتربت من الفندق و فاستقبلني عامل الفندق كان من الجنسية السودانية كان يجلس ينتظر زبون وها انا جئت لهم فقال بلهجه السودانية الظريفة اهلا بكم اهلا

سلمت عليه و اخبرني انه يوجد غرف كثيرا لدنيا اخذ مني الحقيبة و انطلق الى سيده صاحب الفندق كان رجل كبير بالعمر و اسمه ديرك اسم لماني قديم  

شعره ابيض كثيف و يمسك بعكاز الخادم اخبره انا من بلاد العرب فتبسم صاحب الفندق و داعب اذن العامل السوداني و قال له خذه الى غرفة 114

انا قلت له انا اريد فقط ابقى ربع ساعه فقط و علم ان السيارة التي تقلني تعطلت  و تم نقلها الى التصليح فقرر صاب الفندق ان لا يأخذ اجر و اعطى بقشيش للعامل السوداني ومن ثم دعاني لشرب القهوة  

انت عربي

نعم

كان يعمل عندي الكثير من العرب نا من ليبيا و العراق و المن ولم يبق فقط عثمان

انت تعيش هنا

نعم انا ولدت  هنا وانا بالأصل من جنوب المانيا و اتضح انه من العائلات الغنية جدا

بعد القهوة قال اذهب وشاهد الحديقة الخليفة للفندق فعلا كانت روعه قدره الهيه في الخلق و تفوق الماني في التصميم

لكن شدني ما هو اكثر هذا فقد شاهدت أربعة قبور في وسط الحديقة

فسئلت عثمان العامل عنها فق لا اعلم لكن يمكن  ان تسال سيدي

شدني الفضول فأسرعت الى صاحب الفندق و سئلت تبسم  قال انم اربع جنرالات من جنرالات

نعم لكن لما هم هنا هل هم اقاربك

كلا انا كنت اخبئهم هنا حتى ماتوا جميعا و انا قمت بدفنهم

تعني قتلتهم

فضحك حتى بانت  اسنانه وقال كلا انهم كانوا لاجئين كما انتم أيها العرب

فقلت له كيف

طلب مني الجلوس و سرد قصته علي

سنة 1941

كان عمره 17 عاما شاب محب للزعيم الألماني هتلر و انا أيضا رسام كاريكاتير نوع البورتيت ففي احدى خطبه كنت احد شباب هتلر كنت ارسم هتلر رسم بوترية  لكني نسيت  ان الخطاب كان للتحشيد ضد الاتحاد السوفيتي  لكل وقف و صفق بينما انا كنت مشغول وهنا امسك بي احد الضباط من اعلى قميصي و سحبني الى غرفته رماني هناك و اخذ الرسمة مني 

وبعد حوالي ساعه عاد الي  معه ضابطان اثنان  قال لي مشيرا الى الرسمة فقلت له انه الزعيم فقال له لم أقول لكم

انه شيوعي حاقد

فقلت كلا انا رسام  فقط حصلت نصيب من صفع وضرب بالعصا كثيرا و بعدها تم توجيه تهمه الإساءة الى الزعيم و هذه وحدها ترسلني الى الاعدام و تهمه أخرى عميل الاتحاد السوفيتي تم نقلي الى سجن اليهود  والسياسيين و كنت انا اصغرهم انا تم جلدي بالسوط ع مدى ثلاثة أيام حتى تمزق للحم وظهر العظم بعدها حكم علي عشر سنين لكنهم اطلقوا سراحي و ارسلوني الى الجبهة الشرقية  بعد عام الان المانيا كانت بحاجة كل شاب كي يحارب الروس هناك

عندم انتهت الحرب هربت انا ووجدت هؤلاء الضباط وهم من ارسلني الى المعتقل لكنهم كانوا مصابين توسلوا بي و طلبوا الرحمة استجابت المشاعر الإنسانية عندي أبقيتهم حتى اخر واحد منهم توفي

هنا اتصل بي السائق وقال ان السيارة تم إصلاحها و هو مستعد الاكمال الرحلة ودعت الرجل العجوز الغريب و تسالة هل فعلا قصته

اذن نحن من نصنع الطغاة هتلر لم يكن سو انسان عادي بيع للوحات تحول الى إله بشري

و أيضا الاحسان و الطيبة التي يمتلكها ديرك هذا الرجل الغربي من المانيا و كانه تربى ع اخلاق اهل البيت لم يتشوق الى الانتقام كما يحصل في كافة الدول التي تنهار فيها الحكومات الطاغية

ونحن العرب كم رسمه ضيعت حياة شباب وعرضتهم الى السجن والتنكيل

مثل هذا الرسام الذي كان يرغب في رسم الزعيم حبا به لكن حبه تحول الى نقمه عليه

نعم نحن نرسم الطغاة ونتحمل أخطاء الرسم

 

 


مشاهدات 44
الكاتب مصطفى عبد الحسين اسمر
أضيف 2025/12/06 - 5:00 PM
آخر تحديث 2025/12/06 - 11:58 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 770 الشهر 4529 الكلي 12788434
الوقت الآن
السبت 2025/12/6 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير