الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الغُربة أُنثى بلون السماء والتراب وخبز اُمي

بواسطة azzaman

الغُربة أُنثى بلون السماء والتراب وخبز اُمي

بدل رفو

 

‭ ‬تباغتُني‭ ‬الغربةُ‭..‬

‭ ‬تَتَلذّذ‭ ‬بعذاباتي‭..‬

‭ ‬كيلا‭ ‬أقرعَ‭ ‬نواقيس‭ ‬السماء،

‭ ‬ويضيع‭ ‬الزمن‭ ‬الشاحبُ‭ ‬في‭ ‬مُفترق‭ ‬دروبي،

‭ ‬كيلا‭ ‬تَصل‭ ‬رسائل‭ ‬شكواي

رغم‭ ‬البرد‭ ‬القارس

‭ ‬ونيران‭ ‬الشكّ‭ ‬تلتهمني‭ ‬في‭ ‬خريف‭ ‬عمري‭ !!‬

‭ ‬أبحثُ‭ ‬عن‭ ‬أحضان‭ ‬إنسانية‭ ..‬

عن‭ ‬دفءٍ‭ ‬في‭ ‬شتاءات‭ ‬النمسا‭..‬

‭ ‬عن‭ ‬أُنثى‭ ‬يشعُ‭ ‬منها‭ ‬جمال‭  ‬الروح‭  ‬ولذةُ‭ ‬خبز‭ ‬أُمي،

‭ ‬أُنثى‭ ‬بِلون‭ ‬السماء‭ ‬والتراب

‭ ‬وسط‭ ‬ثورات‭ ‬الدنيا‭ ‬والجياع‭.‬

‭ ‬أبحثُ‭ ‬عن‭ ‬ريحٍ‭ ‬تأخذني‭ ‬بعيداً

‭ ‬لمدن‭ ‬التاريخ‭ .. ‬لطيبة‭ ‬البشر‭ ‬،

‭ ‬لعشقٍ‭ ‬يفوحُ‭ ‬مِنهُ‭ ‬عطر‭ ‬قُبلتي‭ ‬الأولى

‭ ‬في‭ ‬سفر‭ ‬العشق‭ !!‬

‭ ‬أبحث‭ ‬عن‭ ‬جلجامش‭ ‬جديد‭ ‬

لننطلق‭ ‬معاً‭ ‬بمفاتيح‭ ‬المدن‭ ‬العتيقة

‭ ‬ونرسم‭ ‬الخلود‭ ‬في‭ ‬دروب‭ ‬الدنيا

‭ ‬رغم‭ ‬الأبواب‭ ‬الموصدة‭ !!‬

***‭      ‬***

‭ ‬سَئمتُ‭ ‬من‭ ‬طفولتي‭..‬

‭ ‬من‭ ‬أفراح‭ ‬الاعياد‭ ‬ومن‭ ‬سراج‭ ‬الحنين،

‭ ‬من‭ ‬بقايا‭ ‬أطياف‭ ‬وجوهٍ‭ ‬لم‭ ‬أعد‭ ‬أطيقها‭..‬

‭ ‬من‭ ‬أرض‭ ‬عقيمةٍ‭ ‬وناس‭ ‬أسقط‭ ‬الزمان‭ ‬أقنعتهم،

‭ ‬من‭ ‬سَراديب‭ ‬لا‭ ‬تبتل‭ ‬بالموَشّحات‭ ‬والأغاني‭.‬

‭ ‬أسافر‭ ‬وروحي‭ ‬كنز‭ ‬للتاريخ

‭ ‬لعمر‭ ‬لم‭ ‬يُغتصب‭ ‬،

‭ ‬رغم‭ ‬خياناتٍ‭ ‬تغتال‭ ‬وتستبيح‭ ‬غربتي‭ !!‬

***‭       ‬***

‭ ‬غربةٌ‭ ‬رسمتها‭ ‬عشق‭ ‬خجول‭..‬

‭ ‬وشماتٌ‭ ‬على‭ ‬صفحات‭ ‬التاريخ،

‭ ‬رغم‭ ‬أني‭ ‬أمقت‭ ‬الوشوم‭ .‬

‭ ‬يا‭ ‬صاحبي‭.. ‬بوسعك‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬إنساناً‭ .. ‬ملاكاً‭ ‬،

‭ ‬وإن‭ ‬رَقَدتَ‭ ‬في‭ ‬العَراء‭ ..‬

‭ ‬ولا‭ ‬تكُن‭ ‬عاراً‭ ‬وأنت‭ ‬مفعمٌ‭ ‬بالخيانة،

‭ ‬فللموت‭ ‬وجهان‭ ‬أمام‭ ‬بوابة‭ ‬الله‭ :‬

وجهُ‭ ‬الخوف‭ ‬والجُبن‭ ‬حين‭ ‬تُداهمك‭ ‬النهاية،

‭ ‬ووجهٌ‭ ‬من‭ ‬نورٍ‭ ‬حينَ‭ ‬تحتضنك‭ ‬ملائكةٌ‭ ‬

بعطر‭ ‬اُمكَ‭ ‬وحين‭ ‬يظل‭ ‬في‭ ‬ذاكرة‭ ‬القلب

‭ ‬حين‭ ‬تسلك‭ ‬دروباً‭ ‬طويلة،

‭ ‬كيلا‭ ‬تَتَمرَغ‭ ‬في‭ ‬عرى‭ ‬الليالي،

‭ ‬ولا‭ ‬تغوص‭ ‬حياتك‭ ‬في‭ ‬الأشواك‭ ‬وفي‭ ‬جحيم‭ ‬ازلي‭ !!‬

***‭       ‬***

‭ ‬أُلملم‭ ‬أشلاء‭ ‬قصائدي‭..‬

كي‭ ‬تختصرَ‭ ‬الدرب‭ ‬أحياناً،

‭ ‬تغدو‭ ‬بوابات‭ ‬انعتاق‭ ‬وصور

‭ ‬وأحياناً‭ ‬موتاً‭ ‬سريرياً‭ ‬في‭ ‬قعر‭ ‬الدنيا،

‭ ‬ورغم‭ ‬ذلك‭ ‬أبحث‭ ‬في‭ ‬قواميس‭ ‬حزني

‭ ‬عن‭ ‬أنثى‭ ‬تتوق‭ ‬لروحي‭ ‬الحزينة

‭ ‬لأحلامي‭ ‬المؤجلة

‭ ‬لأرسم‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬خرائط‭ ‬مدينتي‭ ‬الفاضلة،

‭ ‬أتسلقُ‭ ‬أسوارها‭ ‬برهبةٍ‭ ‬وخشوع‭ ‬

على‭ ‬ضوء‭ ‬قناديل‭ ‬العمر

‭ ‬وقمر‭ ‬ضَرير‭ !!‬


مشاهدات 41
الكاتب بدل رفو
أضيف 2025/10/15 - 1:27 PM
آخر تحديث 2025/10/16 - 3:10 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 101 الشهر 10365 الكلي 12150220
الوقت الآن
الخميس 2025/10/16 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير