أكف الفقراء مرفوعة إلى السماء
علي إبراهـيم الدليمي
الحمد لله والشكر، يعاني العراق منذ سنوات طويلة من جفاف حاد ونقص في مياه نهري دجلة والفرات وفروعهما في جميع أنحاء البلاد. هذا الواقع المؤلم يطرح سؤالا افتراضيا: اذا لو كانت مياهنا وفيرة كتركيا مثلاً؟ لربما كان العراق سيُغرق بأكمله وينتهي إلى الأبد بفعل الفيضانات المدمرة! والحمد لله والشكر مرة أخرى، ليس لدينا غابات عظيمة وكثيفة كتلك الموجودة في الدول المجاورة أو الأوروبية. ولكن تخيل للحظة: لو كانت لدينا هذه الغابات، لأدنى حريق فيها كان سيكفي للقضاء على البلد بأكمله وسكانه نهائيا!
تخيل لو أن كوارث طبيعية طارئة أو زلازل قوية كالتي تحدث حول العالم، لا سمح الله، ضربت العراق. فماذا سيكون مصيرنا حينها؟ وما هي خطوات الطوارئ التي ستتخذها الحكومة لتقليل الخسائر، مثلاً، بدلا من محاولة السيطرة الكلية المستحيلة عليها؟ للأسف، لا شيء إطلاقاً! بل سيتركون العراق على كارثته ويهربون خارج البلاد.
قد يندهش البعض ويقول: «ما هذه الصور المتشائمة والمقلوبة للواقع؟» لكن الواقعية هنا تدفعنا للتفكير بما هو أبعد من مجرد التفاؤل الأعمى. الاستعداد للكوارث ليس تشاؤما، بل هو ضرورة قصوى وحكمة بالغة لضمان سلامة الأرواح والممتلكات. هذا واقع يجب أن نوليه انتباها جادا وأولوية قصوى. فمنذ عام 2003 وحتى هذه اللحظة، يعيش العراق مشكلة الكهرباء المتواصلة. (وهذه ليست كارثة طبيعية)، لم تتمكن كل الحكومات المتعاقبة من بناء منظومة كهرباء صحيحة، وذلك رغم الإمكانيات المادية الهائلة التي خصصت لها، ولكن دون جدوى.
هذا أبسط مثال على واقع حال قاتل يعيشه العراق منذ أكثر من عقدين. يئن الشعب تحت وطأة الذل والتشاؤم، ويعاني من حالة نفسية متعبة لا تفارقه. أما الحرائق المتواصلة هذه الأيام، التي أزهقت أرواح عشرات الأنفس البريئة، دون وجود معالجات متوازنة، فلا أود الحديث عنها الآن.. لانها موجعة جداً والله.
أكف الفقراء مرفوعة إلى السماء، بنية صادقة، تدعو بالويل والثبور والانتقام على الساسة اللصوص الفاسدين الذين يتحكمون برقابنا. وتذكروا أن دعوة المظلوم لا تُرد، بل تستجاب في أقرب وقت.