إبراهيم يجد في كان منظوراً أوسع حول الصناعة السينمائية عالمياً: العمل الجاد والمخلص يصل إلى أبعد الحدود
بغداد - ياسين ياس
حيدر ابراهيم منتج سينمائي عراقي يمتلك خبرة واسعة في مجال الانتاج السينمائي،عمل على عدد من الافلام الروائية والوثائقية الطويلة والقصيرة ضمن تجارب سينمائية متنوعة في العراق يؤمن بقوة السرد البصري.ويسعى إلى تقديم أعمال صادقة تعبر عن الواقع العراقي بهوية فنية معاصرة بعد سنوات من العمل والتجربة، كانت مشاركته بمهرجان كان السينمائي الدولي ضمن الفريق الفني العراقي محطة مهمة في مسيرته التقته (الزمان) وكان معه هذا الحوار:
□ كيف وُلدت فكرة مشاركة العراق في مهرجان كان؟
- كانت نتيجة سنوات من العمل المستمر على مشاريع سينمائية جادة. فكرة المشاركة بدأت من إيماننا العميق بأن هناك قصصًا عراقية تستحق أن تُروى على أكبر منصات السينما العالمية عملنا على فيلم كعكة الرئيس بحرص شديد، من حيث النص والإنتاج، وحرصنا أن يكون صادقًا في طرحه وجماليته حين اكتمل العمل، شعرنا بأنه يستحق فرصة الظهور في مهرجانات كبرى تم تقديمه رسميًا إلى مهرجان كان، وتلقينا خبر اختياره بفرح كبير، لأنه ليس انتصارًا فرديًا، بل لحظة مهمة للسينما العراقية ككل.
□ مشاركتك في المهرجان كمنتج، ماذا تمثل لك؟
- مشاركتي كمنتج في المهرجان كانت مسؤولية كبيرة، وتمثل بالنسبة لي تأكيدًا على أن العمل الجاد والمخلص يمكن أن يصل إلى أبعد الحدود مهرجان كان ليس فقط تظاهرة فنية، بل فضاء عالمي تتقاطع فيه الرؤى والأفكار أن أكون جزءًا من هذا المشهد كمنتج عراقي كان تجربة مؤثرة، وشعرت خلالها أن صوت السينما العراقية يمكن أن يكون مسموعًا في أهم المحافل. وكانت تجربة غنية ومُلهمة كمُنتج، وجدت في مهرجان كان مساحة حقيقية للتعلّم، واكتساب منظور أوسع حول الصناعة السينمائية عالميًا التواجد وسط هذا الكم من الأفلام، اللقاءات، والنقاشات فتح أمامي آفاقًا جديدة، وعمّق إحساسي بأهمية ما نقوم به كصنّاع أفلام من منطقتنا.كان مهمًا بالنسبة لي أن أكون حاضرًا، أراقب، أستمع، وأتعلّم وهذه التجربة دفعتني للتفكير بشكل أوسع في خطواتي القادمة، وكيف يمكن أن يكون لي ولأفلامنا حضور أقوى في مثل هذه المحافل مستقبلًا.
موجة جديدة
□ اختيار فيلمين من العراق هما (سعيد أفندي، وكعكة الرئيس) كمنتج، ماذا يمثل لك؟
- إن اختيار فيلمين من العراق هو مؤشر قوي على أن هناك موجة جديدة من السينما العراقية بدأت بالظهور على الساحة الدولية فيلم سعيد أفندي في قسم كان كلاسك وفيلم كعكة الرئيس في قسم نصف شهر المخرجين يقدّمان رؤيتين مختلفتين للواقع العراقي، ومن الجميل أن يُمنح هذا التنوع فرصة الظهور في مهرجان مثل كان بالنسبة لي، هذا الاختيار يعني أن العالم بدأ يلتفت إلى التجارب السينمائية العراقية الكلاسيكية و المعاصرة، ويعطيها مساحة للتعبير.
□ ماذا تعني لك مبادرة (خيمة العراق) في مهرجان كان؟
-(خيمة العراق) كانت مبادرة لافتة قام بها عدد من السينمائيين العراقيين بهدف خلق مساحة مستقلة تُعبّر عن الهوية الثقافية والفنية للعراق داخل واحد من أهم المهرجانات العالمية كانت بالنسبة لي لفتة رمزية مهمة، لكنها حملت بُعدًا عمليًا أيضًا، إذ شكّلت نقطة التقاء بين السينمائيين العراقيين وضيوف المهرجان من مختلف أنحاء العالم والخيمة أبرزت صورة العراق كبلد يملك مشهدًا سينمائيًا حيًا، وأكدت أن السينما العراقية حاضرة وتملك ما تقوله على المستوى الإبداعي والفكري، رغم كل التحديات أعتقد أن مثل هذه المبادرات تساهم في تعزيز الحضور العراقي دوليًا، وتفتح المجال لبناء شبكات دعم وتعاون مستقبلية، وتؤسس لحضور عراقي أكثر تنظيمًا واستمرارية في المحافل الدولية.
□ كيف ترى واقع السينما العراقية اليوم، وما الذي يحتاجه فعليًا للنهوض؟
- السينما العراقية تعيش حالة يقظة، رغم كل التحديات هناك طاقات شابة ومشاريع لافتة ظهرت في السنوات الأخيرة، بعضها وصل إلى مهرجانات دولية كبرى، ما يدل على وجود محتوى يستحق التقدير لكن هذا الحراك لا يزال قائمًا على الجهود الفردية، في ظل غياب واضح للمؤسسات الداعمة، وضعف البنية التحتية، وندرة فرص التدريب والتمويل والتوزيع النهوض الحقيقي يحتاج إلى إرادة ثقافية جادة، تتبناها الدولة والمؤسسات التعليمية والقطاع الخاص.
□ ما هو مشروعك السينمائي المقبل، وماذا تطمح من خلاله؟
- نعمل حاليًا على تطوير فيلم طويل بعنوان (شجرة النسيان) للمخرج حسنين خزعل وهو دراما نفسية تدور أحداثها في العراق يتناول الفيلم فكرة الذاكرة والنسيان من خلال قصة شخصية تتقاطع مع واقع سياسي واجتماعي مضطرب. هذا المشروع يمثل بالنسبة لي خطوة نحو إنتاج سينما عراقية معاصرة، تحمل بعدًا إنسانيًا لكنها متجذرة في السياق المحليونطمح من خلاله إلى تقديم فيلم صادق، بصريًا وعاطفيًا، يعكس واقعنا دون أن يستنسخ الصور النمطية، ويكون قادرًا على التواصل مع جمهور عربي وعالمي في آنٍ واحد.