في حضرةِ الألم
جليل إبراهيم المندلاوي
في حضرةِ الألمِ العتيد تمزقت
وتبعثرتْ روحي كطيفٍ مبهمِ
خلعتْ يدايَ مسافريها مُذ رأتْ
ليلَ الأسى يمضي بِقلبي المُعتمِِ
ومشيتُ حتى بانَ ظلّي في الدجى
وتهدّلتْ لغتي وضاعت في فمي
لا الحرفُ يُنقذُني، ولا صوتُ الندى
يشفي الجراحَ إذا تنامَت في دَمي
في حضرةِ الألمِ ارتديتُ تأمّلي
وتركتُ صوتي بين قبو مظلمِ
ومشيتُ نحو الليلِ وحدي هائمًا
أستفهمُ الظلماتِ عن وجهي الضّمي
سقطتْ ممالكي، وتاهتْ خطوتي
واختلَّ ميزانُ الشعورِ المُبهَمِ
كلُّ الحياةِ تحوّلتْ في ومضةٍ
لرؤىً تفرُّ من العيونِ وتسقمِ
يا من تُؤرّقني، وتقضي مضجعي
ما بينَ اجهارٍ وصمت محكمِ
هل كنتِ طيفا؟ أم شهابًا عابرًا؟
شقَّ الظلامَ ولم يُفارقْ أنجُمي
لكنني رغمَ انطفاءِ قصائدي
رغمَ انكساري رغم ذاك الألمِ
ما زلتُ أرجو من شتاتي لحظةً
تُحيي الفؤاد وتستفزُّ الأبكمِ
فانهضْ، وكنْ مثلَ الجبالِ شامخا
واصنع منَ اليأس طريقَ المُلهِمِ
واكتبْ على الجرحِ العتيقِ بلهفة:
من ها هنا كان.. انبثاق الحلمِ