حينما يكتب الصحفي عن الرئيس
ابراهيم خليل العلاف

وفي بريدي لهذا اليوم السبت 15 من تشرين الثاني - نوفمبر الجاري وصلتني نسخة من كتاب الاخ والصحفي المخضرم  الأستاذ الدكتور احمد عبد المجيد ، والموسوم (الصحفي والرئيس ) وقد قدم له الاخ والصديق القاضي الكبير الاستاذ رزكار محمد أمين فأكد في التقديم على قرب المؤلف الدكتور احمد عبد المجيد من الصحافة  ، وممارسته الكتابة الصحفية منذ زمن بعيد وقربه من الادب ، وقربه من الناس ، وثقافته الوطنية ، واخلاصه ، وتاريخه في الدفاع عن المصلحة العامة .
وجميل جدا ، أن  أجد عدة اشادات من كتاب معروفين للكتاب ، وما يتضمنه .

وممن كتبوا عنه الاستاذ الدكتور قاسم حسين صالح ، والاستاذ عبد اللطيف الموسوي .ومن عادتي في النقد الثقافي ان أُعرف بالكتاب واأُعرف بمؤلفه واحث القارئ على ان يقتني الكتاب ولنقل على طريقة شيخنا واستاذنا الدكتور علي جواد الطاهر "نشوق القارئ لكي يبادر فيطلع على الكتاب " .وتلك مهمة نبيلة حسب اعتقادي . الناقد الثقافي لايمكن أن يكون بديلا عن القارئ ،فقد يكتشف القارئ العام امورا لايراها الناقد الثقافي .وكما هو ظاهر على غلاف الكتاب من صور لرؤساء كانوا في سدة الحكم يوما ما ؛ فالكتاب يتناول تجربة المؤلف اولنقل انطباع المؤلف ، وهوصحفي ، عنهم وهذا الانطباع يفيد المؤرخ لانه يعطيه معلومات أو أفكار قد لايجدها في أية وثيقة او مصدر تاريخي محدد وانا دوما اقول كتاب الصحافة وما يكتبونه مهم للمؤرخ عندما يكتب في تاريخ ما .
الرؤساء منذ ثورة 14 تموز1958 وسقوط النظام الملكي هم ..عبد الكريم قاسم - عبد السلام محمد عارف - عبد الرحمن محمد عارف - احمد حسن البكر - صدام حسين -غازي الياور - جلال الطالباني - برهم صالح - فؤاد معصوم - عبد اللطيف رشيد .وكمؤرخ تحدثت عنهم في كتابي الاخير الموسوم ( تاريخ العراق المعاصر..عرض عام ) صدر عن (دار قناديل للنشر والتوزيع ببغداد 2025) .وطبعا تحدثت وفق منهج تاريخي صارم ومنضبط وعلى طريقة (اكتب التاريخ كما وقع بالضبط ) ، لكن الصحفي الاستاذ احمد عبد المجيد تحدث عنهم من (خارج الصندوق ) ، وركز على (الزيارات وتبادل الهواجس ) وحسنا فعل فنحن كما نحتاج الى المؤرخ ليسجل ويُدّون المعلومات كما هي ، نحتاج الى الصحفي لكي يكتب لنا عن الاحاسيس ، والهواجس ، وردود الفعل لعلنا نقف عند الحقيقة ونستكملها ونحللها ومن ثم نعيد تركيبها وعرضها للقارئ الكريم أيا كان . وطبعا ليس كل ما يقع ويحدث مُسجل ومُوثق ومُدون .
المؤلف تحدث عن علاقته بالرؤساء ودوّن انطباعاته عنهم وردود فعله تجاه مواقفهم سلبا اوايجابا وطبعا العلاقة بين الصحافة والسياسة ليست دوما على ما يرام ؛ فثمة شرخ بينهما معروف .
طبعا المؤلف شاهد  الزعيم عبد الكريم قاسم وكانت لديه عنه انطباعات مع انه لم يلتق به وبعد ذلك تحدث عن الرؤساء الاخرين وقسم منهم حضر مؤتمراتهم الصحفية او شارك في مناسبات حضروها . طبعا الصحفي انسان ، والرئيس انسان ولكن الصراع بين الانسان والانسان مرجعه التنافس . والصحفي يريد ان يكشف الحقائق وقد يحاول الرئيس ان يغمط حق الانسان في الحصول على الحقائق او قد تحاول الجماعة المحيطة به اظهار حكمه بطريقة تخدم مصالحه لا المصالح العامة وهكذا انطباع الصحفي عن الرئيس مهم للمؤرخ ، ومهم للمتابع ، ومهم للقارئ العادي الذي يحلم بأن تكون الحقيقة واضحة وبراقة .
بقي ان اقول شيئا عن المؤلف ، فالدكتور احمد عبد المجيد فوق ما قلت اعلاه من مواليد كربلاء 1952 ، وهو احمد عبد المجيد أمين خليل الخفاجي وهذا اسمه الكامل ، أُستاذ مادة التحرير الصحفي ، ومادة التحقيقات الاستقصائية والحرب النفسية في كلية الاعلام .دكتوراه اعلام من جامعة بغداد سنة 2000  وعنوان اطروحته للدكتوراه ( الاستمالات العاطفية في الدعاية الامريكية حول العراق) وناقشها في كلية الاداب -قسم الاعلام - جامعة بغداد .
اصدر ومنذ سنة 1987 كتبا عديدة وقسما منها منهجي منها كتابه عن (حرب المدن) ، و(هذا نصيبي من التضامن ) وكتاب ( خمسة رؤساء عراقيين ) ، و(صاعق البارود) ، و(فريق الجليد) ، و(قصة فرزاد بازوفت ) ، و(صحافة بلد ملتهب ..أزمتا التمويل والمسؤولية المهنية في الصحافة العراقية ) تقديم الصحفي الأستاذ فؤاد مطر  ) ،  وكتاب ( الاهوال والاحوال .. حوارات  صحفية في الشأنين العراقي والعربي) ، وكتاب (خير جليس وأسماء ماهمة ) ، وهو رئيس جريدة (الزمان)- طبعة العراق منذ 2003.وهو يحمل مرتبة الاستاذية في تخصصه منذ مطلع سنة 2014 .
تمنياتي له بالتوفيق الدائم .

*كاتب ومؤرخ واستاذ التاريخ الحديث المتمرس -  جامعة الموصل