الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
ريبوار طه رئيساً للعراق والانتخابات

بواسطة azzaman

ريبوار طه رئيساً للعراق والانتخابات

رشيد العجيل

 

رغم الأجواء السياسية التي رافقت الانتخابات الأخيرة شهد العراق عزوفاً كبيراً عن المشاركة، وهو عزوف لم يعد مرتبطاً بسبب واحد، بل بتراكم أسباب متعددة جعلت المواطن يشعر أن صوته لا يغيّر شيئاً. فالإحباط من الأداء السياسي، وانعدام الثقة بوعود المرشحين، وغياب الخدمات، إضافة إلى شعور واسع بأن النظم الانتخابية السابقة ـ وعلى رأسها نظام سانت ليغو المعدّل ـ صُممت لتعطيل فرص الأحزاب الصغيرة والمستقلين، كلها عوامل دفعت نسبة كبيرة من العراقيين للعزوف عن صناديق الاقتراع.

وقد أثبتت نتائج الانتخابات أن العراقيين يرغبون بالفعل في التغيير، إذ جاءت النتائج بحوالي أكثر من 230 وجهاً جديداً في البرلمان رغم صمود رؤساء الاحزاب الكبيرة، وهو رقم يعكس رغبة واضحة في تجاوز مرحلة الوجوه التقليدية التي حكمت المشهد لسنوات. هذا التغيير لا يعني رفضاً للأشخاص فقط، بل رفضاً للنهج القديم بأكمله.

وفي وسط هذه التحولات برز اسم ريبوار طه مصطفى، محافظ كركوك الكردي، كواحد من أبرز الشخصيات التي صنعت مفاجأة انتخابية كبيرة. فقد حصل على أعلى عدد من الأصوات في كركوك وفي العراق كله بعد أن منحه أكثر من 96 ألف ناخب أصواتهم. هذه الأصوات لم تأتِ من قومية واحدة، بل من مختلف أطياف كركوك: كرد، عرب، تركمان، مسيحيون، شبك… ما جعل تجربته مثالاً نادراً لوحدة مدينة لطالما اتُّهمت بأنها منقسمة.

ريبوار طه لم ينتصر فقط بالأرقام؛ انتصر بخطاب هادئ، وسمعة نظيفة، وإدارة موصوفة بالانضباط والعدالة. لذلك بدأ الكثيرون يطرحون سؤالاً مهماً:

من الناحية القانونية والدستورية، يمكن لأي عراقي يستوفي الشروط أن يترشح لمنصب رئيس الجمهورية. أما من الناحية السياسية والشعبية، فإن ريبوار طه يمتلك ثلاث نقاط قوة لا تتوفر لكثير من السياسيين:

قبول من جميع المكونات – وهو عنصر نادر وثمين في بيئة سياسية تقوم على التوازنات الطائفية والقومية.

شرعية شعبية واسعة – حصوله على أعلى الأصوات في البلاد يمنحه ثقلاً سياسياً واجتماعياً لا يمكن تجاهله.

قدرة على بناء الجسور – سجله في كركوك يثبت أنه قادر على إدارة مدينة معقّدة بتوازن، وهذه سمة يحتاجها أي رئيس للعراق.

هل هذا يعني أن الطريق ممهّد أمامه ليصبح رئيساً؟

الواقع أن المنصب يخضع لتفاهمات سياسية وتوافقات بين الكتل، وليس فقط للشعبية. لكن ما أصبح مؤكداً اليوم هو أن ريبوار طه يمثل جيلًا جديدًا من القادة الذين يستطيعون الخروج من الإطار الحزبي الضيق، ويمتلكون بالفعل فرصة للعب دور وطني على مستوى أعلى بكثير.

ربما لن يكون الطريق سهلاً، لكن ترشّح شخصية مثل ريبوار طه مستقبلاً قد يشكّل نقطة تحول تاريخية:

رئيس يأتي من مدينة مختلطة… ويحمل شرعية من كل أطيافها… ويعيد للعراقيين شيئاً من الثقة بأن السياسة يمكن أن تكون نظيفة وعادلة.

وفي النهاية، فإن العراق اليوم بحاجة إلى وجوه جديدة، ونظم عادلة، وقادة يوحّدون ولا يفرّقون. والانتخابات الأخيرة قد تكون بداية الطريق نحو هذا التحول الكبير، إن أستوعب البرلمان الجديد قراءة الرسالة.

 


مشاهدات 75
الكاتب رشيد العجيل
أضيف 2025/11/17 - 2:53 AM
آخر تحديث 2025/11/17 - 5:07 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 171 الشهر 11932 الكلي 12573435
الوقت الآن
الإثنين 2025/11/17 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير