الزراعة: منظومات الري توفر فرصة للترشيد ورفع الإنتاجية
العراق يبدأ التعافي بعد أسوأ موجة جفاف
بغداد - الزمان
أكد وزير الموارد المائية عون ذياب، إن موسم الأمطار الحالي يبشر بسنة رطبة بعد أكبر موجة جفاف شهدتها البلاد، مؤكداً إن العراق ليس في مرحلة التخزين حالياً وإن الاهتمام موجه لمناطق الوسط والجنوب.
وقال ذياب في تصريح أمس إن (موسم الأمطار يعد بداية مبشرة لسنة رطبة، برغم غياب الأمطار عن شهر كانون الأول)، مشيراً إلى إن (شهور كانون الثاني وشباط وآذار ستشهد كميات أمطار جيدة بعد سنوات طويلة من الجفاف).
وأضاف (توليت مهامي في الوزارة نهاية الربع الأخير من عام 2022، وكان عام 2023 جافاً، و2024 جافاً أيضاً، بينما يعد عام 2025 أكبر سنة جفاف في التاريخ، ومررنا بسنوات قاسية، لكن هذا العام يشير إلى تحسن واضح، وأتمنى أن أودع حالة الجفاف بحالة إيجابية، برغم الضيم الذي تحملناه).
ولفت إلى إن (كميات الأمطار متفاوتة في شمال ووسط العراق، وقليلة في الجنوب، كما إن الهطولات تتركز في الموصل ودهوك وجزء من أربيل بغزارة، ومتوسطة في السليمانية وأجزاء واسعة من أربيل وديالى، ومتفاوتة في بقية المناطق).
مضيفاً إن (الوزارة ستتمكن من إعطاء تقديرات دقيقة)، مبيناً إن (العراق في بداية السنة المائية، وليس من الضروري البدء بالتخزين حالياً، وإن الحاجة الفعلية تتركز في وسط وجنوب البلاد لتأمين الرية الأولى لمحصول الحنطة الذي تم التصديق على زراعته بمساحة مليون دونم).
مؤكداً إن (المناطق التي شهدت أمطاراً يمكن أن تحتسب جزءاً من الرية الأولى، أما المناطق التي لم تصلها الأمطار فسيتم ضخ المياه إليها، مع ضرورة تزويد الأنهار بكميات مستمرة)، كاشفاً عن إن (الوزارة فتحت سد حديثة بكمية 400 متر مكعب في الثانية، وسد الموصل بـ150 متر مكعب في الثانية، بانتظار ما ستورده موجات الأمطار خلال اليومين المقبلين).
وكانت الوزارة قد أكدت، إن موجة الأمطار الأخيرة أسهمت في تعزيز الإمدادات المائية المتجهة نحو المناطق التي تعاني من الشحة.
وقال معاون مدير عام مشاريع الري والبزل بالوزارة غزوان السهلاني في تصريح أمس إن (جهود الوزارة تتركز حالياً على تأمين احتياجات الجنوب من مياه الأمطار ومعالجة آثار الجفاف).
موكداً إن (البلاد ليست في مرحلة التخزين حتى الآن)، وأضاف السهلاني إن (كميات الأمطار كانت متفاوتة بين مناطق وسط وشمال العراق حيث شهدت الموصل ودهوك والسليمانية تساقطاً غزيراً نسبياً، فيما كانت أقل في ديالى مع تسجيل كميات من الأمطار في بغداد).
معالجة اختناقات
مبيناً إن (جميع هذه الكميات توجه نحو مناطق الوسط والجنوب، نظراً لمعاناتها من شحة كبيرة، إذ يجري الاستفادة منها في معالجة الجفاف وتأمين متطلبات مياه الشرب والبستنة وبعض المحاصيل في ظل عدم دخول البلاد مرحلة التخزين بعد).
ولفت إلى إن (إجراءات الوزارة مستمرة في صيانة وتشغيل محطات الضخ لسحب المياه ومعالجة أي اختناقات عبر أعمال الكري وتنظيف المبازل وتشغيل المحطات العاملة في مختلف المناطق).
في وقت، كشفت وزارة الزراعة، عن إن الخـــــــــــــطة الشتوية ستشمل 4.5 ملايين دونم باعتماد الري الحديث، مشيرة إلى إن بدء موسم الزراعة في شهر تشرين الثاني الجاري سيسهم في رفع كفاءة استخدام المياه وزيادة الإنتاجية.
وقال الوكيل الإداري للوزارة مهدي سهر الجبوري في تصريح أمس إن (إقرار الخطة الزراعية للموسم الشتوي الحالي يواجه تحديات كبيرة نتيجة الجفاف، وانعدام الأمــــــــطار وانخــــــــــــفاض الإيرادات والخزين المائي في نهري دجلة والفرات)، مؤكداً إن (هذه الظروف أدت إلى تأخر إقرار الخطة إلى مطلع شهر تشرين الثاني الجاري).
وأوضح الجبوري إنه (تم اعتماد خطة الاستزراع الشتوي بمساحة 3.5 ملايين دونم تعتمد بشكل رئيس على المياه الجوفية باستخدام منظومات الري الحديثة.
كما أقرّ مجلس الوزراء خطة إضافية بمساحة مليون دونم في المناطق المروية، ترتكز أيضاً على المنظومات ذاتها، وبذلك ارتفعت المساحة الكلية للخطة الشتوية إلى 4.5 ملايين دونم موزعة بين المناطق الصحراوية والمروية، وجميعها تعتمد على تقنيات الري الحديثة).
منظومات حديثة
وشدد على القول إن (هذه الخطة تمثل فرصة مهمة للمزارعين للحصول على منظومات الري الحديثة المدعومة من الوزارة بنسبة 30 بالمئة، وبمدة سداد تمتد إلى عشر سنوات.
كما توفر الوزارة منظومات ري بسعات مختلفة 60 و 80 و 120 دونماً ، إضافة إلى إمكانية شراء منظومات الري الثابتة من الشركة الـــــــــعامة للتجهيزات الزراعية بالآجل، ولا سيما في محافظات الوسط والجنوب)، مضيفاً إن (تبني منظومات الري بالتــــــــــــنقيط والرش الثابت والري المحوري سيسهم في ترشيد استخدام المياه، ورفع الإنتاجية الزراعية لمحاصيل الخضر والمحاصيل العلفية والاستراتيجية مثل الحنطة والشعير).
ولفت إلى إن (هذه الإجراءات توفر حلولاً فـــــــــــعّالة للتخفيف من آثار التغـــــــــــــــيرات المناخية والجفاف وتراجع الإيرادات المائية، مع تعـــــــــــــزيز القدرة على التكيف الزراعي عبر اعتماد تقنيات حديثة تشمل التسوية الليزرية والباذرات المسمدة ومنظومات الري الحديثة بأنواعها والأصناف الزراعية عالية الإنتاج والمقاومة للجفاف والملوحة).