شوإنْ تَسألْ عنِ الدُّنيا
حسن الحضري
|
ونازعتُ الشُّجونَ بكلِّ وادٍ |
|
أجاهدُ مكرَ أقوامٍ لئامِ |
|
وجرَّبَني الزمانُ بكلِّ خَطْبٍ |
|
فلَمْ تَوْهَنْ لشِدَّتِهِ عِظامي |
|
ألستَ ترى بأنَّ اللهَ مُمْلٍ |
|
لكلٍّ ما يُبادِرُ باعتزامِ |
|
وأنَّ النَّاسَ أكثَرُهم لئامٌ |
|
وما يُغْني اللِّئامُ عنِ الكرامِ |
|
وأنَّكَ لا تَرَى إلا عدوًّا |
|
يُداهِنُ أو صديقًا لا يُحامِي |
|
وإنْ تَسألْ عنِ الدُّنيا تَجِدْها |
|
كخَيطِ العنكبوتِ منَ الذِّمامِ |
|
سئمتُ سِجالَها وضَربتُ عنها |
|
بِصَفحٍ لا يَقُودُ إلى وئامِ |
|
وجُلْتُ مَجالَها قَبْلًا فَهَبَّتْ |
|
بكلِّ مهنَّدٍ عَضْبٍ حُسامِ |
|
فتَرفعُ كلَّ ذي خبثٍ ولؤمٍ |
|
وتَخفِضُ كلَّ وهَّاجٍ هُمامِ |
|
وتُعْلِي مِن أسافِلِها رُؤوسًا |
|
هُمُ الأذنابُ مِن تحتِ اللِّثامِ |
|
بذلكَ سُمِّيَتْ للنَّاسِ دُنْيَا |
|
وكم في النَّاسِ مِن خِبٍّ وَسامِ |
|
فصَبرًا إنْ أردتَ بها بَقاءً |
|
وأكثِرْ مِن جُنُوحِكَ للسَّلامِ |
|
ورَبِّ النَّاسِ لن تَرضَى أُناسٌ |
|
بِغَيرِ السُّوءِ يَضرِبُ كلَّ هامِ |