الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
برميل النفط يساوي (900 دولار)… العراق أولا

بواسطة azzaman

برميل النفط يساوي (900 دولار)… العراق أولا

حيدر عبدالجبار البطاط

 

لو استثمر العراق جزءاً  من ثروته في إنشاء مصافٍ متطورة بمعايير يورو 5 تضم مصانع بتروكيماويات ومعامل أسمدة حديثة، لكان البرميل الذي نبيعه اليوم بـ 60 دولارًا يدرّ علينا أكثر من 900 دولار من خلال الصناعة التحويلية وحدها.

إنها معادلة بسيطة لكنها تختصر مأساة الاقتصاد العراقي:

نبيع الخام بثمن بخس ثم نعيد شراءه مضاعفًا عشرات المرات على شكل وقود ومنتجات مختلفة جاهزة!

ماذا يحتوي برميل النفط الخام؟

يبلغ حجم البرميل 158 لتراً وبعد تكريره في المصافي الحديثة نحصل على مواد ثمينة ومتنوعة منها

● 72 لتر بنزين والذي يستخدم كوقود للسيارات

●45 لتر ديزل ويستخدم كوقود للشاحنات ومولدات الكهرباء .

●15 لتر كيروسين (النفط الابيض) يستخدم كوقود للطائرات وللتدفئة

●1.2 لـتر  زيـت يستخدم لمنع تآكل واحتكاك المحركات بمختلف انواعها

●6 لتر  وقود ثـقيل يستخدم في تحلية مياه البحر وتوليد الكهرباء وكوقود للصواريخ

●4.9 لتر  قطران (زفت) يتسخدم في رصف الطرق وكعوازل  للمباني .

●7.5 لتر فحم كوك يستخدم في صهر الفولاذ و تشكيل المعادن .

●3.7 لتر غـاز بروبان ويستخدم في اسطوانات الطهي =12 اسطوانة تقريباً .

●0.05 شـحم يستخدم في تلييين الالات الميكانيكية

●4 لتر بتروكيماويات خـام تستخدم في صناعة البلاستيك و جهاز  هاتف النقال ( الآيفون مثلاً ) والالبسة و الادوية و العطور و الطلاء و الاسمدة والمبيدات الحشرية و مواد النتظيف .

للعلم قيمة برميل النفط الخام يساوي بالمتوسط =  65 دولار فقط.

بينما مجموع  قيمة المواد الناتجة من خلال الصناعات التحويلية اكثر من 900 دولار  $

أرقام تُثير التساؤل

تُنتج الدول العربية نحو 23 مليون برميل نفط يومياً لكنها لا تُكرّر سوى 4 ملايين برميل فقط.

أما البقية فتُصدّر كخام ثم تُعاد إلى بلداننا على شكل مشتقات ومنتجات نهائية تُباع لنا بأضعاف ثمنها الأصلي!

تلك المشتقات وحدها ترفع قيمة البرميل إلى أكثر من 900 دولار و في بعض المصافي العالمية التي تستخلص أكثر من 400 مادة مشتقة تتجاوز قيمته 2000 دولار!

هذه السياسة تحرم شعوبنا من القيمة الحقيقية للثروة النفطية وتبقي اقتصاداتنا رهينة للتقلبات العالمية وسوق الخام.

 النفط ليس وقودًا فقط… بل حياة

يدخل النفط في كل تفاصيل حياتنا المعاصرة

في الملابس والهواتف الذكية والأسمدة والمبيدات والعطور ومزيلات العرق والعدسات اللاصقة بل وحتى في كرات القدم والملاعب الرياضية.

كل تلك الصناعات تدرّ مليارات الدولارات يوميًا في الدول الصناعية، بينما يبقى العراق مصدّرًا لمادة أولية فقط.

الطريق إلى السيادة الاقتصادية

إن إنشاء مصافي حديثة وصناعات بتروكيماوية وأسمدة وطنية سيتيح للعراق

•             تجاوز قيود حصص أوبك، لأن المنتجات النفطية لا تخضع لها.

•             تشغيل مئات الآلاف من الشباب والكفاءات الوطنية.

•             رفع إيرادات الدولة بأكثر من مئة ضعف مقارنة بالوضع الحالي.

•             تعزيز الاستقلال الاقتصادي والسيادة الوطنية.

و لكن للاسف ما زالت المصافي العراقية حتى اليوم تعمل بتقنيات مضى عليها أكثر من نصف قرن  في وقتٍ تتجه فيه دول العالم إلى مصافي الجيل الخامس ومشاريع الطاقة النظيفة

الثروة ليست في بيع النفط الخام بل في تحويله إلى صناعة متكاملة تخلق فرص العمل وتبني الدولة الحديثة.

لقد آن الأوان أن نعيد للعراق مكانته الصناعية التي تليق به وأن نحول نفطه من موردٍ خام إلى ثروة وطنية متجددة.

العراق أولاً… ولتبقَ الصناعة العراقية عنوان السيادة والنهضة


مشاهدات 57
الكاتب حيدر عبدالجبار البطاط
أضيف 2025/10/18 - 3:05 PM
آخر تحديث 2025/10/19 - 12:53 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 47 الشهر 12330 الكلي 12152185
الوقت الآن
الأحد 2025/10/19 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير