الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
موسوعة البيئة العراقية.. مشروع تنموي وطني

بواسطة azzaman

موسوعة البيئة العراقية.. مشروع تنموي وطني

إبراهيم بحر العلوم

 

السيدات والسادة الأكاديميون والخبراء والباحثون الكرام،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يسعدنا أن نلتقي بكم مجدداً في هذه الجلسة المسائية من المؤتمر العلمي الأول المركز العلمين وفي باكورة مشاريعه مشروع الموسوعة البيئية العراقية، هذا المشروع الوطني الذي أخذ على عاتقه أن يكون الجسر الواصل بين الوعي العلمي والمعرفة البيئية من جهة، وبين العمل المؤسسي والتخطيط الوطني من جهة أخرى، ليجعل من العراق نموذجا رائداً في المنطقة في التعامل مع تحديات البيئة والمناخ والمياه والتنمية المستدامة

لقد اجتمعنا وإياكم من قبل في ورشتين تخصصيتين، كانت الأولى في النجف الأشرف والثانية في بغداد، أكدنا فيها أن هذا المشروع لن يتحقق بجهد فردي، بل يحتاج إلى جهد نوعي مشترك، كي ينهض المشروع على أسس متينة قادرة على تحقيق الأهداف التي اسميناها بــ«التاءات الأربعة : تأصيل الوعي، تطوير السياسات تعزيز الشراكات وتحقيق التنمية. إن هذه التاءات تعكس فلسفة العمل وتمثل روح الموسوعة وأهدافها المبتغاة.

فتاصيل الوعي هو السعي لاعادة بناء العلاقة بين الإنسان والبيئة على أساس من الفهم والمسؤولية. فبينتنا العراقية ليست مجرد موارد تستغل بل هي إرث حضاري وجغرافي وإنســـــاني يجب أن نحافظ عليه للأجيال القادمة.

قرار بيئي

أما تطوير السياسات، فهو سعي لان تكون المعرفة التي تنتجها الجامعات ومراكز البحوث قوة مؤثرة في صناعة القرار البيئي. وأن تكون لدينا تشريعات وخطط تستند إلى بيانات ومؤشرات واقعية. وتعزيز الشراكات يعني أن نتجاوز حدود المؤسسات والوزارات، وأن نفتح الأبواب أمام التعاون الوطني والإقليمي والدولي لأن البيئة لا تعترف بالحدود، والتحديات المناخية عابرة للجغرافيا والسياسة. وأخيراً، فإن تحقيق التنمية هـ الهدف الأسمى لكل هذه الجهود، فالتنمية التي توازن بين حاجات الإنسان ومتطلبات حماية الطبيعة، بي الاقتصاد والبيئة، وبين الحاضر والمستقبل

السيدات والسادة إن ما يواجهه العراق اليوم من تحديات بيئية ومناخية غير مسبوقة يتطلب أن نعمل جميعا بروح الفريق الواحد. فالتغيرات المناخية، وشح المياه، وتدهور الأراضي، والتلوث ، وتراجع التنوع الإحيائي ليست ملفات علمية فحسب، بل هي قضايا وجودية تمس حياة كل مواطن. ولذلك فإن المسؤولية تضامنية ولا يمكن لأي جهة أن تتصدى لها منفردة، فلابد من العمل باتجاه تشكيل منظومة متكاملة قابلة للعطاء، تجمع بين التجربة الميدانية والرؤية العلمية وتكون العمود الفقري للنهوض بمشروع الموسوعة البينية العراقية، ليمنحها المصداقية العلمية والقيمة التطبيقية في آن واحد. إنها واحدة من تجارب بناء الدولة الحديثة، حيث يلتقي العلم بالإدارة، والفكر بالتنفيذ.

تجربة ناضجة

 إنها تجربة ناضجة تؤسس الثقافة جديدة في العمل العام، قائمة على المعرفة والمسؤولية التضامنية وبروح الفريق الواحد.

ومن هنا فإن نجاح هذا المشروع سيكون نجاحاً مشتركاً للجميع، فما يحققه من إيجابيات سيحسب لكل المشاركين فيه، وما قد يواجهه من صعوبات أو تحديات سيشكل دافعا لنا جميعاً لتجاوزها والتعلم منها. فهذه الموسوعة هي خيارنا الوطني في مواجهة واقع بيني صعب، وهي مشروع «اللاخيار»، لأننا لا نملك ترف الاختيار او الانتظار أمام الخطر البيئي المحدق القد اخترنا أن نبدأ من ال قد اخترنا أن نبدأ من البيئة العراقية بكل تفاصيلها: من هو انها الذي بين - تحت وطأة التلوث، إلى تربتها التي تستغيث من التصحر، إلى مياهها التي إلى تربتها التي تستغيث من التصحر، إلى مياهها التي تتناقص بفعل التغيرات المناخية والسياسات الإقليمية، ففعل معا على وضع مرتكزات . عالمية لحمايتها وصونها. إن توثيق الارث النيني للعراق هو تأسيس لوعي جديد يدرك أن البيئة ليست قطاعة هامشها بل هي ركن اساسي من أركان وجودنا. فالموسوعة من از البيئية ليست مشروعاً ينتهي بإصدار كتاب أو تقرير، بل هي عملية مستمرة للتحديث والمراجعة والتكامل تعكس التطور العلمي، والتغيرات الميدانية، والتحولات الإقليمية في مجال البيئة. فكل جامعة وكل مركز بحثي في العراق من الجنوب إلى إقليم كردستان، ومن الفرات الأوسط إلى الانبار، مدعو ليكون شريكاً فاعلاً في هذا الجهد الوطني للمنح هذا المشروع طاقته الحقيقية ليكون لبنة تبقى مرجعاً للدولة العراقية وللاجيال القادمة نوكس من الموسوعة البيئية العراقية ليست مشروع مركز العلمين، بل مشروع وطن بأكمله، يجسد رؤية العراق نحو مستقبل بيئي متوازن ومستدام. وهي فرصة حقيقية لأن نثبت أن لدينا القدرة على تحويل المعرفة إلى فعل، والعلم إلى سياسات والفكر إلى تنمية، ولنكن دائما، أوفياء لأرضنا وهوائنا وماننا، صانعين المستقبل يليق بتاريخنا وارثنا البيئي والحضاري.

وشكراً لحضوركم ومساهمتكم الفاعلة في إنجاح هذا المشروع الوطني الكبير.

والله ولي التوفيق

 

الكلمة التي القيت في المؤتمر العلمي الاول لمركز العلمين للدراسات البيئية والتغيرات المناخية والمياه


مشاهدات 87
الكاتب إبراهيم بحر العلوم
أضيف 2025/10/17 - 11:33 PM
آخر تحديث 2025/10/18 - 9:13 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 279 الشهر 11809 الكلي 12151664
الوقت الآن
السبت 2025/10/18 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير