الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الناقد الخلوق لماذا لا يجلد النصوص ؟


الناقد الخلوق لماذا لا يجلد النصوص ؟

هذا نقدٌ بروح الإنسان لا مشرط القسوة !

عبدالكريم الحلو

 

 

من أنا  ؟

------------

* أنا لا أكتب كي أُقيم محكمة للنص،

* ولا أرتدي عباءة القاضي لأجل لذّة الجلد. أنا أكتب لأن في كل حرفٍ أقرأه… طفلًا يحبو نحو المعنى، وصوتًا يحاول أن لا يُطفئه الصمت.

* ما الفائدة من أن أُشهِرَ الخلل :

* وأكسر قلب من تجرأ على البوح؟

* أيّ عدالة في أن نُصلب الكاتب على جدار اللغة، لأنه حاول أن يكون صادقًا أكثر من اللازم؟

* أنا ياساده ياكرام من مدرسةٍ لا ترى العيوب فضيحة، بل ترى أن الجمال هو ما يستحق أن يُروى، وأن الضعف، حين يوجد، له حضن خاص في الرسائل، لا على المنابر.

* أنا لا أتغافل… أنا أتعاطف.

* ولا أبرّر… بل أُبصر الجمال أولًا،

* وأهمس بالوجع في أذن صاحبه فقط،

* لأني أؤمن أن الناقد لا يُعيد تشكيل النص فقط، بل يُعيد تشكيل روح من كتبه.

سؤال متكرر :

------------

* في كل مرة أنشر فيها قراءة نقدية لنص أدبي، تأتيني تساؤلات – بل أحيانًا عتابات – من بعض القرّاء والنقّاد:

* لماذا لا تشير إلى عيوب النص؟

* لماذا لا تفضح مواطن الضعف كما تفعل مع لحظات الجمال؟

* هل أنت تُسوّق النصوص؟

* هل ثمة مصلحة غير مرئية تجمعك بالكاتب أو الشاعر؟

* والجواب :

* بكل وضوح وطمأنينة، هو التالي  :

* أنا أنتمي إلى مدرسة نقدية مختلفة،

إلى المدرسة الألمانية في النقد المقارن،

التي ترى أن الناقد ليس قاضيًا يحمل سوطًا، بل عينًا تبصر الجمال، وأذُنًا تُحسن الإصغاء لنبرة الإبداع حتى حين تكون خافتة.

الناقد، في هذا المنهج،

لا يتعامل مع النص كسلعة يُقيّمها لأجل البيع، بل كنبض بشري يُقدّر محاولته مهما تعثّر.

* أنا شخصياً لا أرى وظيفة الناقد أن يُذلّ الكاتب على الملأ، بل أن يحتفي بجمال ما كتب، ويحتفظ بما قد يكون موضع ضعف بينه وبين الكاتب مباشرة، برسالة خاصة، بمودة، لا بهتك.

* فالناقد الحق ليس من يبحث عن فشل النص، بل من يحاول أن يسمع ما لم يُقل فيه بعد.

* ولإنني مؤمن بأن كل نصّ، مهما بدا بسيطًا، يحمل داخله شرارة روح، وهذه الروح لا تُهان أمام الجميع.

*و لأنني أعلم تمامًا أن القارئ، حين يقرأ نقدًا فاضحًا لعيوب كاتب، سيختزن تلك الصورة في ذاكرته، وسيحكم على الكاتب بها كلما رآه أو قرأ له مجددًا.

* من يمسح هذه الذكرى السيئة من العقول والادمغة ؟

* من يعيد له اعتباره بعد أن نُشر وجعه؟

* لذلك، أنا حين أكتب نقدًاً،

* لا أكتب من بُرجٍ عاجي،

* بل من موقع إنساني، وجداني، يضع الكاتب في مقام من حاول،

* لا من أخطأ فقط. وأشجّعه، لأن الإبداع لا يتكئ إلا على من يُقوّيه، لا من يُقصيه.

* أنا لا أسوّق النصوص ولا ألمع الفاشلين بل أسوّق لفكرة أننا جميعًا – كُتابًا وقرّاء ونقّادًا – بحاجة إلى بيئة نقدية تؤمن بالتحفيز لا بالإعدام العلني.

* أنا لا أكتب كي أترك على جبين الكاتب وصمة، بل لأضع في قلبه دفعةً نحو ما هو أجمل، وما هو أصدق، وما هو أشدُّ اقترابًا من ذاته الحقيقية.

* فإن خفي الجمال على بعضهم، فهذا لا يعني أنه لم يكن هناك… بل يعني أن أعينهم كانت تبحث عن العيب أكثر من النور.

* ولهذا اخترت أن أكون من أولئك الذين “ إذا رأوا شرارةً في الظلام… نفخوا فيها لتنير، لا ليطفئوها باسم الموضوعية الجافة.”   

* وهذا اختياري النقدي،

* وهذا طريقي الذي لا أزعم أنه الأكمل،

* لكنه الأصدق مع إنسانيتي… هذه قناعتي، وهذا طبعي،

* أنا أكتب لأجل الإنسان…

* هذه رؤيتي وهذه رسالتي النقدية.

            مع المحبة والتقدير

        الدكتور عبدالكريم الحلو

 


مشاهدات 51
الكاتب عبدالكريم الحلو
أضيف 2025/09/06 - 12:30 AM
آخر تحديث 2025/09/06 - 3:44 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 108 الشهر 3820 الكلي 11421693
الوقت الآن
السبت 2025/9/6 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير