الحكومة عند الوردي

خليل إبراهيم العبيدي

يقول الدكتور علي الوردي في كتابه دراسة في طبيعة المجتمع العراقي، مكتبة دجلة والفرات بيروت،  ( ص 389 ) لا يخفى أن الحكومة العراقية مصابة بعيوب وأدواء شتى، فهي قد انبثقت من المجتمع الذي تعيش فيه واستمدت طبيعتها منه ، فاذا كان المجتمع مصابا بالعيوب والادواء  فهي لابد أن تكون مثله مصابة بها ، والمستخلص أن العيوب لا تأتي من فراغ فهي كما يرى ناتجة عن عيوب عامة ، وهذه الحقيقة العلمية راسخة عند كل المجتمعات ليس حصرا فينا نحن العراقيون ، والسؤال كيف تطورت البلدان اذن على يد حكوماتها المتعاقبة ، الجواب واضح جدا ، أن الشعوب اختارت حكوماتها من بين من هو من تقدم عليها من ابنائها ، اختارت ذوي العقل الأرجح ، والكفاءة العالية ، والتخصص الدقيق بغض النظر إلى الاغلبية ، الطائفية ، العنصرية ، المحسوبية ، وتلك هي الأدواء التي أشر عليها الدكتور الوردي في كل بحوثه ، اما الفساد فإنه تحصيل حاصل غياب العقل الراجح وانتفاء سلطة القانون . واقرب الأمثلة إلينا ماليزيا الإسلامية التي وصفت قبلا (بأنها مزبلة آسيا كما روى لي أحد المثقفين االماليزيين ) ، فقد اختار شعبها مهاتير محمد وهو من اختار من الكفاءات النزيهة التي إقامت دولة ماليزيا الحديثة . أن العراق لن يجد حكومات متعافية من الأدواء ما لم يزدرئ من تطفل على المنصب العام ، وان يستدعي ابنائه القادرين على التغيير ممن هم من حملة المؤهلات،، وهم بمئات الآلاف،، وهم من المتعافين ، ولكن هم من المبعدين ، والسبيل إلى ذلك هو أن تختار النائب الذي لم تصبه الأدواء ، وهو حتما سيأتي بحكومة الاكفاء التي لاتشكو من الأدواء.