الذكاء الاصطناعي ومستقبل التعليم
حسين الزيادي
استجابة لتحولات الانفجار العلمي والتطور المذهل في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لاسيما في العقدين الأخيرين ، فان المستقبل المنظور سيكون مختلفاً تماماً ، وسيشهد التعليم تحولاً جذرياً في المنهج واساليب التدريس ومجالات التعليم ودور المعلم ، وستكون هناك تغييرات جذرية في الطريقة والمنهج والالية بعد ان شهد العالم تحولات متلاحقة في ظل التطور التكنولوجي، واصبح التعليم من المجالات الاكثر تأثراً واستقبالاً للمعطيات الرقمية، الامر الذي يحمل ابعاداً اجتماعية واقتصادية وثقافية، لذلك نحن بحاجة لتشذيب المناهج وتعديلها في جميع الاختصاصات، واختزال معلوماتها ومراجعة معلوماتها، ومراعاة التحول الرقمي، فالتفكير الذكي والتغيير النوعي والاستعداد الرقمي بات ضرورة ملحة في ضوء التغيرات التي يشهدها قطاع التعليم ..
تحول هائل
إن استعمال الذكاء الاصطناعي في التعليم يمثل تحولًا هائلًا في طريقة التعليم، بدأت ملامحه تتضح مع سيادة الرقمنة في اكثر من مكان، فلم يعد التعليم مقتصراً على جدران المدرسة او الجامعة، ولم يعد مجرد معلومات يلقيها المعلم على مسامع الطلبة، بل اصبح التعليم متاحاً في أي وقت وفي أي مكان بفضل الانترنت والتقنيات الرقمية، فالطالب اليوم لديه الامكانية الكاملة للوصول الى اي معلومة غير محدودة بنقرة واحدة، وهذا الامر يُغير من الدور التقليدي للمدرسة التي كانت في السابق المصدر الوحيد للتعلم ، اما المعلم فسوف يتغير دوره من مقدم للمعلومات إلى موجه للمهارات
دور المعلم
اصبح المعلم أشبه بمدرب ومرشد يساعد الطلبة على استكشاف مهاراتهم واهتماماتهم الشخصية، وهذا التحول يمكن أن يخلق بيئة تعليمية جديدة يكون فيها الطالب محوًا للعملية التعليمية بل هو العنصر الايجابي المتفاعل، ويقتصر دور المعلم على الإشراف والإرشاد والتوجيه وتقديم الدعم من ناحية أخرى.
لقد اضحت عمليه التعليم تفاعلية وانتقلت بشكل واضح من الاسلوب التقليدي الى اسلوب حديث يرتكز على توجيه المعلم للطلبة باستعمال ادوات الذكاء الاصطناعي الى مصادر المعرفة المختلفة، وهذا ادى بالضرورة الى تقليل الوقت والجهد المرتبط بإعداد المحتوى والخطة الدراسية، فضلاً عن انخفاض التكاليف المرتبطة بالمواد التعليمية، والحاجة الى استعمال نظام الاشتراك في بعض الخدمات والمواقع من اجل الحصول على ادوات المعرفة المختلفة، وأصبح للمعلم والطالب امكانية التواصل بشكل الكتروني او مدمج في اوقات تناسب الطرفين، دون الحاجه الى الالتزام المطلق بأوقات محددة، فضلاً عن المرونة التي يحصل عليها المعلم لإجراء المزيد من البحوث والدراسات، واصبحت تجربة التعلم سهله بسبب مرونة التواصل وتعديل الخطط، والاخذ برغبة المعلم والطالب في تحديد شكل وطريقة التواصل.
مرونة الوقت والمكان:
يمكن استعمال الذكاء الاصطناعي لتحقيق مرونة في الزمان والمكان من خلال تطوير منصات تعليمية ذكية تقدم محتوى تعليمي تفاعلي يمكن الاستفادة منه لكل من يرغب في التعليم، وتقوم هذه المنصات على اساس تقنيات التعلم العميق بغية انتقاء أفضل الأساليب التدريسية والتحديات التي تناسب احتياجات كل متعلم كما يؤدي الى تغيير ايجابي في عمليات الادارة والتخطيط للبرامج الدراسية وهذا يساعد في تحسين كفاءة إدارة المدارس واتخاذ قرارات أفضل مستندة إلى البيانات.
والذكاء الاصطناعي سوف يعمل على تحسين تقنيات التعليم الرقمي، مما يسهم في وجود تجارب تعليمية وتحليل كميات ضخمة من البيانات الخاصة بأداء المعلمين والمتعلمين وبهذا. يمكن أن تساعد التحليلات الذكية على التنبؤ بأداء الطلبة وتحديد المجالات التي تحتاج إلى تفعيل واعادة تدريس.
في عصر الذكاء الاصطناعي لامجال لإضاعة الوقت في زمن الذكاء الاصطناعي فهناك اعادة محاولة وتحسين التعليم وايجاد صيغ اخرى لنقل المعلومة اما مسالة خسارة الطالب لسنة من حياته في اعادة المرحلة الدراسية فهو امر اصبح من الماضي ، والذكاء الاصطناعي يؤدي دور محوري في تحقيق هذه الرؤية من خلال تحسين تجربة التعلم وتطوير امكانات المتعلمين والمعلمين .
انظمة التدريس
الذكاء في انظمة التدريس ستكون واقعاً لامفر منه، ومع تقدم الوقت فهناك انتشار هائل للروبوتات التعليمية، ولوحات معلومات وتحليلات التعليم والبوسترات الرقمية، اما الكتب المدرسية فستكون عبارة عن محاضرات مختصرة جدا ومركزة، ومن المتوقع أن تنتقل الفصول الدراسية وقاعات المحاضرات في الجامعات قريباً من الإطار التقليدي للتعلم إلى استعمال خليط من الروبوتات الالكترونية المصممة حسب نوع الدرس او المادة، وستستفيد نسبة كبيرة ومتزايدة من الطلبة من استعمال الروبوتات التي تتسم بالسهولة والاستمرارية والمرونة، كما سيستفيد المعلمون أيضا من تقنيات الذكاء الصناعي بنفس الدرجة، وتتركز إيجابيات استعمال الذكاء الاصطناعي في التعليم في الاتي:
استعمالات اخرى
يمكن استعمال الذكاء الاصطناعي في اتمام المهام الادارية بشكل ادق كتصنيف الأوراق وتصحيح الاختبارات وتقييم أنماط التعلم وانتقاء الاسئلة وغيرها من المهام الإدارية والتحضير للدرس والقيام بالأعمال الإدارية، وتقييم الواجبات، فضلا عن تحديث المناهج بصورة تلقائية وسريعة تبعاً للتقدم العلمي والتكنولوجي في ضوء التطور المعرفي ، وعلى هذا الأساس، ستكون النتائج اكثر إيجابية ولن تكون هناك حاجة للإمكانات المادية، او الوصول للموقع الجغرافي، كما يمكن للذكاء الاصطناعي تخصيص الدورات التعليمية للطلاب والمعلمين .
أهمّيّة توظيف الذكاء الاصطناعيّ
تكمن أهمّية توظيف الذكاء الاصطناعيّ في العملية التعليمية من خلال النقاط الآتية:
1- تقديم التغذية الراجعة للطلبة بشكل فوري ومستمر
2- تقويم الطلبة تقويما سريعاً ورصد درجاتهم بدقة متناهية.
3- افادة الطلبة بالإجابات الصحيحة .
4- تحديد الصعوبات التي تواجه الطلبة .
5- توفير فرصة التعليم الفردي لبعض الطلبة الذين يعانون من مشكلة سرعة الاستجابة .
6- تقديم تقارير يومية واسبوعية وشهرية عن التطور الحاصل
7- اقتران المنهج بالتطورات الانية في جميع المجالات
8- لامجال للإسهاب في التعليم فالمعلومة مركزة ومختصرة.
9- اعداد المعلمين والمحاضرين والإداريين والمديرين بحسب مهاراتهم الرقمية بفعالية و تزويد المشاركين بالكفايات التي يحتاجون إليها لتعزيز حياتهم المهنية في مجال التعليم الرقمي، والتوظيف الفعّال للمستحدثات التكنولوجية للأغراض التعليمية والتدريبية.
10- التركيز على مبدأ التخصص في المجالات العلمية.
11- سهولة الحصول على احدث المعلومات من منابعها الاصلية.
12- سيكون هناك تحدي كبير للملكية الفكرية وللهوية الثقافية .