أنا الأقصى
عبد الكريم احمد الزيدي
...........................
أبقى وأظَلُ أحدِّثكُم
ما حلَّ بأهلي وبلادي
ورعاعٌ لا أعرفُ عنهًم
جازوا أن يُقتَلَ أولادي
وضَميرٌ ذا ماتَ برهطٍ
قَد خابَ بظنٍّ أجدادي
أخزاهُم من وهنِ رجالٍ
وخَوارٍ في زيّ سَوادِ
وَبذُلٍِ باعوا حُرماتٍ
وأضاعوا خِزياً أمجادي
ويُنادي الكلُّ قَضيَّتنا
وبزّيفٍ خانوا أكبادي
لا أسبقُ قَولي بجِدالٍ
بَل حَقاً ما جئتُ أنادي
مَن يَوماً مِنكُم يَنكِرها
أتكلَمُ عَن لُبِّ فُؤادي
مَن يَرضى بغُزاةٍ حَلّوا
ليُدَنسَّ بَيتي و رُقادي
ما أقسى الجَرحَ بلا نزفٍ
وأنينٍ يا خَوفَ مَعادي
لَو كُنتُ أحدّثُ أغراباً
لأنتصرَت للسيفِ أيادي
وأغتاظَت تَسبقُ نَخوتِهم
وتّصاحَوا هيّا لجهادِ
يا ظُلمَ هَوانٍ من أهلٍ
ما رابَطوا يَوماً بجِيادِ
سأظلُ لثالِثَ مَسجِدكُم
ولأولِ قِبلَةَ أحفادي
ومُصَلّى أشرفَ مَن أُسرِي
وأمامٌ هادٍ لعبادي
أعلنُها صَرخةَ مَن نادى
مَن لي بصلاحٍ وزيادِ ؟ "١"
وَسأبقى أذكُرُ قَتلانا
وأبوحُ بغَفلةِ أسيادي
وأباتُ أناديهِ الأقصى
مَهداً ليَسوعَ وميلادي
وأظلُّ كِتاباً لا يُطوى
شِعري ودِمائي وزِنادي
لأزُفَّ شَهيدي برِدائي
وحِجارةِ عِزي وعِتادي
لَم أدعُ سِواكَ لأرجوهُ
مَن غَيرُكَ رَبّي لمُرادي
.....................................
"١" صلاح ، هو صلاح الدين الايوبي محرر الاقصى
زياد ، هو طارق بن زياد فاتح الاندلس