اللامكان
سوران محمد
صباح باكر
في اللامكان
لا يصل الصوت لأحد
ينس الديك الصياح
و تنس قناة (تي.في)
ان لا تذيع خبر الانقلاب على المكان
ريثما تخلع الحلزونات
أغطيتها وتعطي معنى آخر للصمت
*
في هذا اللامكان
يوما بعد يوم
تزيد تشققات الجدران
ستصبح الشروخ أكبر..
وفي الجزر النائية
الفزاعة غريبــة عن وطنها
اصبحت ظلال بستاني خامل
وهي تحرس موسم جديد خائف..
.
المكان
والذي لا يتضمن مساحة كل شيء!
أيان للشعراء أن يتحملوا فيه
ترحال الشمال والجنوب ؟
لم تكن تعلم سيأتي يوم
ينتحر الشعراء تباعا
تنديدا بقساوة الفصول
وغفوة أغصان الزيتون العالية،
أو سيصيبون بالجنون
واحدا تلو الآخر
*
إذا كان هناك شيء في الداخل
يقول الوقت متأخر
أسرع بالخطوات
فهناك أشياء في الخارج
تتقيد أطراف الأيام من التحرك..
لا تقلق
انه ليس شيء سوى
ضجيج بوق تنقله الرياح
من فزاعة الحقول المهجورة
طيرت النوم عن عيون القمر
أو كسراب شمس عديم الرحمة
تلفها مساء برتقالي
تحت سترته و يحتويها
*
في هذا اللامكان !
لم تكن تعلم لماذا قال الشاعر الحزين
لم تعد الأرض مكانا هادئة
وقد أراد ملء تشققات الجدران بالكلمات
مع ان الأبنية تكشر وجهها
و ما تلتفت لها
ينظرن إلى البعض متباعدا
ثم تسد أبوابها عنوة
و تعود الى حضن اللامكان..
.
وبالتزامن مع الناطحات
تم اقفال آذان الأقنعة
وقررن
ان لا يسمعن إلى الكلمات فيما بعد..
اذن لا تسأل بعد الآن
لماذا تغطي شعر قطران الليل
وجوه الأماكن قاطبة؟
*
روح...
تستوعب الأماكن كلها
على سبيل المثال
داخل أمعاء صغير لطائرالشحرور..
ولا تقول للغابات المضطربة
والبرك الجافة بعد:
وداعا
لا يمكنها الإجابة.
كذابة الأماكن
لا يدركن معنى للوفاء..