الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
ألاحمرُ لايليقُ إلاّ بكِ

بواسطة azzaman

ألاحمرُ لايليقُ إلاّ بكِ

عبدالجبار الجبوري

 

يوماً...

كنتُ أفتش اوراق أيامي الخائبات...

وجدتُ...

 وردةً حمراءَ تنهضُ بين ركام روحي

تصافح قلبي..

وتطبعُ قبلتين ساخنتين على شفاه قصيدتي...

قلت لها...

مَن أنتِ أيتّها الساكنةُ تحت لساني..

والراحلةُ...

 بميقات عقلي ودمعة اوطاني...

قالتْ...

 والخجلُ القرويُّ يملأُ وجهها الملائكي..

أنا...

تلك التي....

 تنام تحت حروف قصائدك الولهى...

والتي...

كانتْ..

 تلوّح لك بشالها الأحمر على مرمى قُبلتين...

وترسلُ..

سرباً من الآهات من خلف الغيوم البعيدة..

أنا...

وجعُ قصائدكَ..،

                       ودمعتُها...

وأنا..

من صافح الوهم يوماً..

عند مغيب الليل، والليلُ ساهرٌ معك...

قلتُ لها...

وانا افرك عينين غالبها التعب..

وأضناهما الفراق...

وعلِق بهما ترابُ السّهر..

ما أحلاكِ...

وأنت تكتبين قصيدتي على ضوء دمعتين...

وتمشطين ايامي..

بزخات القُبل..

اعرف شفاهك الآن عطشى...

ولياليك راحلاتٌ...

 وأزهارُك يبُستْ على قارعة الطريق...

تعال تعال ايها الحريق....

وخُذْ...

من يدها المباركة تحية الصباح، أو قُبلة الصباح، لافرق عندي مادام في الأفق مطر...

ولارياحٌ...

تقلقُ القوافل...

تعالَ أيها المطر..

وخذ من شفاهي قُبلةً لها...

فجُرحي...

مازال ينزفُ من جراحها..

ويرسمُ..

على جسدغيابها..

مسلةَ أفراحها...

مازال الأحمر يليق بها..

ويكّتم أسرارها...

فمَنْ غيرها...

يُلقي على قلبي..

وردةً حمراء مثل شفاهها وشالها..

ومَنْ غيرُها...

يعيدُ لي بعضَ هدوئي...

ويطفيءُ نارَ جنوني...!

ومَن غيرها يكتب قصائدي...

ويتلو...

على مسامعي آهاتِ سنيني...

هي بإختصار...

كلُّ نبضة تدقُّ بأعماقِ روحي..

ووجهها..

يوقظُ ليلها وليلي...

مرّةً...

أوجعتْ قصيدتي نجمتها التائهة بقلبي...

فإحمرَّ وجهُ القمر...

وإمتلأتْ عيناي بهمس الشفاه...

كان صوتها...

 يرنّ في قلبي..

 كأجراس الكنائس في روما...

كعصا موسى، وهي تشقّ البحر الى يافا..

أو..

كوحشة آدم في ليل بعيد..

أو...

سقم ايوب في يوم اللقاء..

او..

غربة يونس في تل توبته وهو يصارع اليم..

أو..

حزن يعقوب في ليل الهرير..

كليني..

ياعفة مريم...

وهي تنقر ابواب محنتها..

ولي...

حزن يعقوب في اقصى معارج السماء...

لم أكنْ..

سوى دمعة نزلت على خد الزمان...

ومافارقتها العيون...

لم تكنْ لي..

سوى قمراً لايضيءُ...

 إلاّ فوق تراب الليلة الظلماء..

وفوق جرحٍ لايفيق...

هي لي...

قُبلةٌ على شفاهِ الزمان....

تحملها الرياح لي كل يوم...

وأنا ساهٍ..

أقبّلُ دمعتَها وأنام...

وهيَ...

 تميمةُ قلبي..

 حين تحاصره الرياح في عقر داره.

وتنوء بثقلها الكلمات..

صدقوني..

حين يداهمني الليل، وتنهض الذكرى من منامها...

احضن صورتها وأنام..

هكذا...

كل يوم...

أحمل شالها الأحمر على كتفي..

وأنوء به...

 في صعودي الى جلجلتها..

فيعاتبني...

وجهها المزروع بشفة الزمان.. 

وتذوي وردتي..

على أعتاب بابها وتموت...

هكذا...

تموت الورودُ قبل أن يجنّ ليلُ الكلام..

فالأحمرُ...

 لا يليق إلاّ بك...

أيتّها القصيدةُ التي لم يكتبّْها...

 بَعدُ قلبي...

 

الموصل..

كافيه إسطنبول..

الجمعة /كانون ثانٍ/٢٠٢٥


مشاهدات 33
الكاتب عبدالجبار الجبوري
أضيف 2025/01/18 - 12:42 AM
آخر تحديث 2025/01/18 - 4:41 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 106 الشهر 8022 الكلي 10197987
الوقت الآن
السبت 2025/1/18 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير