أتصالح مع نفسي

- إلى جنان بلا مناسبة -

نجمان ياسين

 

موصل - العراق

أحتاج أكثر من سنة ضوئية

لأتصالح مع أشواك الحياة

ومخالب كائنات الغابة!

لكني، لا أحتاج أكثر من ومضة

أو نظرة مدركة من عينيكِ

لأتصالح مع نفسي!

وأُردد مبتهلاً :

• الآن تصالحني الحياة!

قد أتسَربل بدم يغمر روحي

ويسلبني بعض بريقي

لكنّ موسيقا صوتك التي تُغرد في أضلُعي

تجعلني أنفض سخام قميص روحي

وأمتلك وسامة إشراقي!

ربّما تُداهمني عجلةُ الأوقات

وتأخذني مني

وربما تغويني الفراشة

لأشتعل وإياها في لهب القنديل

ربما تسرقني الكلمات، وسحر الحروف

لأكون بعيداً عن نورك الوفير

لكني أضج بلهبي وحريقي

عندما تنثال عذوبتك على قلبي الصدئ

وتطلقه عصفوراً مبللاً بالشجن والحنين!

حسناً، إن كنتُ أدركتُ نورَكِ

في أول الفجر

فإني قد أمسكتُ فجرَك في آخر شوط النور!

هكذا قُدِّرَ لهذا القلب الغرير

أن يستمرئ عسل تسامحك

وأن يفقه أنّ الطائر مهما حلّقَ بعيداً

لا بُدّ له أن يفيء إلى عشه

ليمنح رأسه المترع بأنين المودة

إلى ضوء حناياك النبيلة!

اديب عراقي

رئيس أسبق للاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق