الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
حين يصلي الصنم على أنقاض غزّة

بواسطة azzaman

حين يصلي الصنم على أنقاض غزّة

شيخ عماد الدين

 

في الوقت الذي تتصاعد فيه المجازر بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، وخصوصاً في غزة المنكوبة، تبرز حقائق مؤلمة تتعدّى حدود الجغرافيا، وتصل إلى عمق التحالفات العقائدية والسياسية التي تربط الكيان الصهيوني بدول وشعوب أخرى، لم يعد خافياً دعمها الصريح أو الضمني لما ترتكبه إسرائيل من جرائم إبادة بحق المدنيين.

تجربة صهيونية

من بين تلك الدول، تبرز الهند، ليس فقط كدولة ذات مصالح اقتصادية وعسكرية مع إسرائيل، بل ككيان يحمل طابعًا أيديولوجيًا متطرفًا يتمثّل في المدّ الهندوسي القومي الذي يقوده حزب «بهاراتيا جاناتا»، بزعامة ناريندرا مودي، والذي لطالما عبّر عن إعجابه بالتجربة الصهيونية، ونسج علاقات وثيقة مع تل أبيب.

لكن الأخطر من العلاقات السياسية، هو الصمت الشعبي والتأييد الضمني من قِبل فئة واسعة من الهندوس، خصوصًا أولئك الذين ينتمون إلى تيار عبادة الأصنام (Idol Worshippers)، والذين لا يرون بأسًا في القتل الجماعي إذا كان يخدم معتقداتهم أو يندرج ضمن صراع حضاري ضد الإسلام.

ومما يزيد من عمق المأساة، أن أعدادًا هائلة من هؤلاء الموالين ضمنيًا للاحتلال يعملون في دول الخليج العربي، ويعيشون بيننا، مستفيدين من خيرات الأمة، بينما لم يحرّكوا ساكنًا تجاه ما يحدث في غزة، بل إن بعضهم يحتفل بانتصارات إسرائيل أو ينشر دعاية مضادة للمقاومة الفلسطينية.

أين الضمير؟

أين معيار الأخوة الإنسانية؟

أين وقوفنا كدول وشعوب عربية عند حدود المسؤولية الأخلاقية والدينية؟

إنّ استمرار السماح لهؤلاء العاملين في الخليج من دون مساءلة أو حتى تفحّص لمواقفهم، هو مشاركة غير مباشرة في تمويل العدو، وتسهيل لنفوذه داخل مجتمعاتنا.

فكيف نحتضن من يبرّر القتل في غزة، أو يتواطأ بالصمت، أو يحمل في قلبه كراهية لكل ما هو مسلم وعربي؟

لا بد من إعادة النظر في سياسات الاستقدام، وتدقيق الهويات الفكرية والسياسية لهؤلاء، حفاظًا على الأمن القومي والفكري والروحي لأمتنا.

فالحرب لم تعد على الأرض فقط، بل في العقول والقلوب، وفي التحالفات التي تُبنى على قاعدة «عدو عدوي صديقي»، حتى وإن كانت على حساب الدم الفلسطيني النازف.

فليكن صوتنا واضحًا:

من يبرّر الجريمة، أو يصمت عليها، فهو شريك في ارتكابها.

والتاريخ لا ينسى، والضمير لا يسامح، والمقاومة باقية، ما بقي ظلم يُرتكب وحق يُغتصب.

شيخ عماد الدين

الباحث في قسم اللغة العربية ،جامعة عالية،كولكاتا

 


مشاهدات 53
الكاتب شيخ عماد الدين
أضيف 2025/04/15 - 3:36 PM
آخر تحديث 2025/04/16 - 4:58 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 252 الشهر 15287 الكلي 10595934
الوقت الآن
الأربعاء 2025/4/16 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير