الذكاء الاصطناعي والانتخابات البرلمانية العراقية وصناعة القرار الانتخابي

محمد عايش عبد اللطيف الكبيسي

مع بدء الأحزاب والكتل السياسية التحضير لحملاتها الانتخابية، ينبغي على إدارات الحملات الانتخابية التحوّل والتكيّف مع البرامج والتطبيقات الحديثة التي غزت العالم ومنها تطبيقات الذكاء الاصطناعي AI. عملياً، إن استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي والذكاء البشري معاً كفيل في وضع الكتل والأحزاب والمرشحين على أول عتبة من عتبات النجاح.

السؤال الذي يتبادر الى ذهن القارئ، كيف تستفاد الحملات الانتخابية من هذه التقنية؟

بما أن مجال ادارة الحملات الانتخابية مجال واسع، ويعتمد بالدرجة الأساس على الادارة الإستراتيجية للحملات، والتي يأتي من ضمنها جزيئات مهمة مثل: اختيار المرشحين وتقييم المنافسين على المستوى المحلي والوطني واستهداف الناخبين. لذا فأن البيانات المادية والنفسية والمجتمعية ستكون حاضرة على طاولة البحث والتحليل. وهذا ما يجعلنا في سباق مع الزمن لتدريب وتطوير وبناء القدرات والامكانيات المؤسساتية للأحزاب وإدارة الحملات الانتخابية.

في السابق كان الذكاء البشري هو المسؤول عن الإدارة الشاملة والتفصيلية لكل مدخلات الحملات الانتخابية في العراق، وكثيراً ما كان يخطأ، وقليلاً ما كان يصيب، وذلك للعديد من الأسباب، بعضها مهنية بحتة، وبعضها الآخر انحيازية تبعية، تبعد آليات الإدارة الحديثة عن الاختيار الصحيح. فتأتي النتائج على شكل إخفاقات كارثية. لذا من أجل التخلص أو التقليل من آثار وتداعيات الإدارة التقليدية للحملات الانتخابية، يتوجب على الأحزاب والمرشحين إدارة حملاتهم الانتخابية بتوظيف مزيج من العقل البشري مع العقل الاصطناعي.

في وقتنا الحالي تتنافس مجموعة من التطبيقات المهمة للذكاء الاصطناعي للفوز بثقة المستخدمين. وقبل المباشرة بتطبيق أي من تطبيقات الذكاء الاصطناعي يجب على ادارة الحملات أن تدرس أفضل التطبيقات وهي:

chatGPT

GROK

Meta AI

DeepSeek

أعتقد إن أفضل هذه التطبيقات في مجال الحملات الانتخابية هو تطبيق GROK، وذلك لكونه موجود ضمن منصة سوشل ميديا واسعة الانتشار، وهي منصة X اكس، ومديرها أيلون ماسك الذي حقق نجاح فائق في حملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية مع الرئيس ترامب.

فيما يتعلق بحالة الانتخابات البرلمانية العراقية، فأن إدارات الحملات الانتخابية إذا ما أرادت المنافسة، عليها تطويع الذكاء الاصطناعي لخدمة أهدافها. يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساهم في تقييم المرشحين، واختيار الأفضل منهم من خلال تزويد التطبيق المتبع بمعلومات واسعة عن المرشح، لا تقف هذه المعلومات عند عمره وجنسه وشهادته ومنصبه ومكانته الاجتماعية وتمكينه المالي، بل تتجاوز ذلك الى المنطقة الجغرافية التي يتنافس فيها، وإلى المنافسين له من حزبه ومن بقية الأحزاب، وإلى قوانين وأنظمة المفوضية العليا للانتخابات. وبناءً على تلك المدخولات سيزود الذكاء الاصطناعي أصحاب الشأن بتقرير منطقي لكل مرشح، وبتقرير عام مفصل يشمل جميع المرشحين. بهذه التقارير نتخلص من مزاجيات وتبعيات الذكاء البشري الذي غالباً ما يكون مقولب على أسس متبعة غير قادرة على تجاوز التبعية الحزبية والعشائرية والطائفية. بكل تأكيد سيتم مقاطعة التقارير التي يصدرها الذكاء الاصطناعي مع تقارير ومواقف الذكاء البشري ليتم الوصول الى نتيجة مرضية.

جانب آخر هو الحملات الإعلامية، وهي الأهم سواء كانت على مستوى الحزب أو على مستوى المرشح، الذكاء الاصطناعي سيعطي مجموعة تصورات عن النسبة السكانية التي يستوجب استهدافها، ويحدد نوعية الخطاب الإعلامي الذي يصل الجمهور عبر جداول زمنية تبعد عن موعد الانتخابات ب 6 أشهر. بالإضافة الى كثير من تفاصيل السوشل ميديا التي ستكون حاضرة في نصائح الذكاء الاصطناعي من خلال تقارير مفصلة، تعتمد على نوعية وكمية المدخولات والاستفسارات التي يدخلها المستفيد من استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي.

جوانب عديدة في ادارة الحملات الانتخابية ستكون متاحة لمشاركة الذكاء الاصطناعي في صناعة القرار الانتخابي، وهذه تخص النتائج وحساب نتائج الآخرين وتحديد العتبة الانتخابية وتحديد الفائزين من خلال نظام سانت ليغو وعلاماته والاستبيانات.

أخيراً، ونحن على بعد ثمانية أشهر تقريباً من موعد الانتخابات، فإن الوقت ملائم جداً لصياغة الخطط الانتخابية التي تعتمد التطبيقات الذكية الاصطناعية. لكل من يرغب في تحسين نتائجه في الانتخابات البرلمانية القادمة، ينبغي البدء منذ اللحظة على توظيف تطبيقات الذكاء الاصطناعي بكل مفاصل الحملات الانتخابية للأحزاب والمرشحين.

Mayesh21@gmail.com