من أدب المهجر
السواري.. رحلة وطن عبر الاغتراب
بدل رفو
الى الروائي الكوردي الراحل محمد سليم السواري ..رفيق الوطن والقلم والاغتراب
مدائنُ الغُربة ..
مدائنُ رَحيلُ أحبةٍ وأعياد..
إستنساخ للوجعِ.. وإحتفاليات من دون مَذاق وعناق،
رحيلُ زمنٍ على بِساط الذكريات.
يا غربةً إغتالت اللأحقاد وخِرف العمر ..!
وَدَّعَنا بصمت ..
كان بَسمةً على ثغر نرجس كوردستان..
وعلى صَهوةِ جَواد الفَخر فارساً..
كان عِشقاً لرقصةِ المطر
في ظل وطن ،
يَحطُّ الحمامُ والسلامُ على غُصونه ،
يُكفكفُ دموع أحزان المغتربين !!
*** *** ***
أيا أيها السواري ..
يا فارس الزمن الجميل وليالي بغداد ..
يا نافذة ابطال الكورد في عطر رواياتك..
يا حُلم دولةٍ من حيِّ (المنصور) في الموصل،
رسمت قرية (سواري)
وانطلقت من خفقات القلب لمساءات الخير،
لتنسج آلهات الاغريق أحلامك..
لتبزُغَ أقماركَ من وراء المحيطات..
فرحيلكَ أدمى الفؤاد ،
ومدينتي تَبَللَتْ من الدموع حُزناً !!
*** *** ***
أيا أيها السواري..
يا كتاب همومَ شعب..
رحلتَ ولم نُحقق اُمنيتك،
بالسفر معاً للجوهرة الزرقاء (شفشاون)
عاهدتكَ بفيض الانسانية أن لا تُشيعُنا الاحزان..
فأنت وطن الخلود وفارسٌ لسيفٍ عتيد ..
أنت بواباتُ بلادي عبر رحلة الاغتراب.
أيا أيها السواري..
بيني وبينكَ غربةٌ وسفر وجوهرة صداقة
في فضاءات الدنيا ..
أنت برقُ إبداع الكورد في قلب الوطن،
رحيلك سُحبُ حزنٍ زَحَفت على وجنات غُربتي.
هَدْهديني أيتها الدنيا القاسية..
فالمدنُ والاوطان يلبسونَ التمائم،
لم يَختمر عطرُهُم لعناق ظِلالنا العطشانة
لحكايات الميلاد الثاني ،
حكايات إغتَصَبت عمرنا في اُمسيات الشتاء ..
ولا حيرة للألم والوطن والدمع الساخن،
وها نحن أيها السواري نودعُ الدُنيا بقارعات المدن ..
نحملُ أوجاعنا وارتعاشاتنا في فراقنا
علنا نعانق الوطن في لحظاتنا الاخيرة !!
*** *** ***
الوداع الأخير وفي صَهيل الوطن
سَتَتَلون جثَثُنا بعطر الوطن..
فنحنُ من رسمناهُ فراشةً ملونة في اغترابنا.
أيا أيها السواري..
أيا أيها العاشق الخجول
أمام عقارب الزمن ..
يا حكايات الارض..
سيظلُ قاربكَ أبداً
وستظل رحلتكَ في قلبي خالدة
رغم إنكسارات روحي بوداعِكَ !!
ـــــ
محمد سليم السواري..روائي كوردي كبير واعلامي ودع الدنيا في الغربة ،في الولايات المتحدة يوم 2832025
تنقل بابداعه ما بين مدن الموصل وبغداد ومشيغان الامريكية