مزايداتكم باسم المسيحيين لمصلحة من ؟
كوهر يوحنان عوديش
اكبر المصائب التي تبتلي بها القوميات الصغيرة او المضطهدة هي التلاعب بمشاعر وعواطف ابناء هذه القوميات من قبل رؤوسائهم او سياسييهم، وبحكم الظروف والاحداث المأساوية التي مرت بمسييحي العراق فانهم ابتلوا بهكذا مصائب وكثيرا ما كان الثمن المدفوع باهضا جدا ولا يعوض، وبما اننا شعب غير متفق مع ذاته فلا عجب ان تمتلئ ساحتنا السياسية بعشرات الاقزام المصابين بداء العظمة ليتحدثوا باسمنا ويدعوا تمثيلنا ويتظاهروا بالاخلاص لقضيتنا بكلمات وشعارات رنانة الهدف منها تحقيق منافع ومصالح شخصية.
لا يختلف اثنان ان كوردستان العراق كانت الملاذ الامن لكل القوميات والطوائف وخصوصا للمسيحيين، وهذا لا يعتبر فضلا او منية على احد بل ايمانا من قبل قيادة وحكومة اقليم كوردستان بمبدأ المواطنة والعيش المشترك، لذا على جهلة السياسة وبرلماني ضربة الحظ من المسيحيين الذين يصورون انفسهم ابطال قوميين عدم طمر رؤوسهم في الوحل وتشويه الحقائق للتلاعب بمشاعر وعواطف المسيحيين لتحقيق اهدافهم الدنيئة.
ففي احتفال الشعب الكلداني السرياني الاشوري بمناسبة اكيتو في مدينة دهوك، تعرض الحشد المحتفل بهذه المناسبة الى هجوم ارهابي من قبل شخص يحمل فاسا حيث اصيب على اثره عدة اشخاص بجروح مختلفة، وبعد تدخل بعض الشباب والاجهزة الامنية تم القبض على المجرم، واعلنت الاجهزة الامنية ان المهاجم سينال عقابه العادل وفق القانون بعد التحقيق، وادينت العملية باعلى المستويات الحزبية والحكومية من قبل حكومة ورئاسة اقليم كوردستان.
من المؤكد ان الارهاب والجرائم ليست حصرا على اقليم كوردستان بل تنتشر في كل انحاء العالم، والمعمول به ان المجرم اي كان دينه وعرقه وانتمائه يحاكم وفق القانون بعد اجراءات الاستجواب والتحقيق المتبعة، وكثيرا ما كان ضحايا هذه الجرائم الارهابية في امريكا او استراليا او اوروبا مهاجرا بريئا من ابناء شعبنا او مضطهدا هاربا من جحيم وطنه من البلدان والشعوب الاخرى، ولم نسمع بتصريح عنصري او طائفي او ديني او قومي بل انتظر الجميع نتائج التحقيق والمحاكمة، عكس ما حصل في احداث دهوك المؤلمة والمؤسفة، فبدلا من انتظار نتائج التحقيق ومعرفة نوايا الجاني والجهة الداعمة له اذا مرتبطا بتنظيم معين ام لا، سارع بعض سياسيي الصدفة من المسيحيين الى الهجوم على الاجهزة الامنية وحكومة الاقليم والطعن في مبدأ العيش المشترك الذي تتبناه قيادة وحكومة الاقليم، وكأن المهاجم عضو في الحزب الديمقراطي الكوردستاني وقام بعمله هذا بتوجيه مباشر من هذا الحزب!.
كلنا نعلم ان الحزب الديمقراطي الكوردستاني تعامل ويتعامل مع كل مكونات اقليم كوردستان وخصوصا المسيحيين بكل انصاف واحترام ولم يضع لهم ترتيبا او تصنيفا كبقية العقليات الحاكمة، لذلك على اصحاب المنشورات الفيسبوكية والشخصيات التي تعتبر نفسها سياسية التي سارعت الى توجيه اتهامات مبنية على الحقد والتكنهات لتحقيق، الى تقديم اعتذار علني لشعب وحكومة اقليم كوردستان والحزب الديمقراطي الكوردستاني اولا ولابناء شعبهم ثانية، لان تصريحاتهم وبياناتهم ليست ( كما نعلم جميعا ) لنصرة قضية المسيحيين ( الكلدان السريان الاشوريين ) والدفاع عن حقوقهم، بل بالعكس من ذلك تماما هي وسيلة لتقويض العيش المشترك والمساومة على المناصب والامتيازات من خلال استغلال هكذا قضايا واثارتها اعلاميا.
همسة :- الاطلال التي تبكون عليها لتحقيق نوايا معروفة تزيدنا هجرة وتشتتا.