الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
 العراق المحتل.. الى اين ..؟

بواسطة azzaman

لمن تقرع الاجراس؟

 العراق المحتل.. الى اين ..؟

هاشم حسن التميمي

 

اثيرت  مؤخرا ضجة دولية كبيرة بشان تصرف الرئيس الاميركي ترامب مع الرئيس الاوكراني وانتهت بطرده من البيت الابيض بعد اهانته فهل كان هذا التصرف   فجا وانتهاكا لسيادة الدول وبروتوكولات البيت الابيض…ام انه تصرف واقعي وصحيح وبدون رتوش؟

 نقول بدون مقدمات ساذجة مثل تلك التي   يطلقها عبر الفضائيات شلة من الذين نصبوا انفسهم محللين ستراتيجيين، وظنوا انفسهم اسوة بالمستشارة الالمانية ميركل او تشومسكي وكيسنجر وهيكل ، ونلخص القول ان ترامب مع اختلافنا المطلق معه ومع السياسة الاميركية تصرف بواقعية مع الرئيس الاوكراني  زيلينسكي بوصفه سيد البيت الابيض المتحكم بالعالم  ويجد امامه شلة من الحثالات والذيول يجلسون امامه كما قلنا في مقال سابق مثل امتثال تلميذ فاشل امام معلم حازم ولم نقل عبد ذليل امام سيد متغطرس مثل اجداده الذين امتلكوا ملايين البشر في مزارع القطن في الجنوب الاميركي قبل   اعلان ايزنهاور بمنحهم الحرية وانهاء عصر العبودية  والتفاصيل البشعة لتلك الحقبة نجدها ناصعة في رواية ( كوخ العم توم) للروائية الشهيرة هيريت ستًو   … وحاول  مارتن لوثر كنك  انتزاع المزيد من الحقوق للسود  ، ولكن وللاسف فشلت الامم المتحدة بكل دولها  والمنظمات التحررية ان تعدل السلوك الاميركي. ولكنها فشلت ونتابع يوميا مشهد القادة والحكام والملوك والامراء والمراجع بمختلف صفاتهم القدسية يقفون في الطابور لحج البيت الابيض  وطلب الرضا من  الرئيس  والتوسل بحاشيته لعقد  لقاءات عابرة لالتقاط الصور. وانتزاع  كلمة ثناء ترتسم على شفاه الرئيس لتتناقلها مع الصور وسائل اعلامنا الوطنية والجيوش الالكترونية لقادتنا وهم يلتقون الاهانات تلو الاخرى ويتم حلب مليارات دولهم بكل امتنان وطبعا  نصورها انتصارات   واشادات بالمنجزات …وكان حظ الاوكراني سىئاً حين انتشر مشهد الاهانة بينما اختفت مشاهد   اكثر اهانة واذلالا لقادتنا بكل اطيافهم ومسمياتهم وهم   ونحن من خلفهم نتعرض  لاكثر الدروس احتقارا،  ومهانة،  من تلك التي  تعرض لها الاوكراني وربما استطاع ان يرفع يده ويقول كلمته واوشك ان يتلقى صفعة قاسية على وجهه . ومثل هذا  تعرض لها المزارعين السود في مزارع القطن فهم بدون حقوق وتوشم  اجسادهم بصكوك العبودية مدى الحياة،والفرق ليس هنالك روائية  مثل ستون تحكي لنا الرواية ولا صحفياً استقصائياً مثل هيرش،  يكشف لنا المستور.

وباختصار شديد وبدون تطويل   اصبح العراق مزرعة اميركية لانتاج النفط وحقول  للدواجن البشرية ،انتاج حمير من الحكام الفاسدين  الذين تنصبهم اميركا حراسا  لمصالحها ولا تهتم بتاريخ هذا  الشخص وخبرته او نزاهته ولا تكترث حين يسخر منه الناس لاعتقاده ان كلكامش من ابطال صدر الاسلام وان الفرات ينبع من ايران   المهم انه يضع على حبينه او خلفيته وشم العم سام وابو ناحي والماسونيا العالمية ..،وهنالك طبعا مزارع اخرى لدول  الجوار وللمافيات العالمية، وبعد كل  الذي جرى وسيجري ماذا يفعل المواطن العراقي…وهو يتلقى يوميا عشرات الاخبار من مغردين ينعمون بترف العيش خارج الحدود ويبشروننا باحتلال جديد ونحن اصلا لم نتخلص من الاحتلالات   الحالية وهم  يمنون  انفسهم بمناصب وامتيازات مقابل ازاحة الذيول  الحالية واستبدالها بذيول  جديدة… وقد اختلط علينا الامر وتشابهت رؤوس الحمير وهم يعلمون ان  الحل الوحيد هو توحد الشعب في ثورة منظمة  لانتزاع حرية واستقلال العراق  واخراجه من المدرسة الاميركية والايرانية والخليجية والمافيات المسلحة  وتجار العقائد الدينية والتخريبية… وللاسف خدثت الثورة ودخل رموزها للبرلمان ب (بتكتك) ولكنه خرج  بجمسارة وتاهو. فضاعت القضية …ولن  تتكرر الثورة. والشعب ضحية للبلوكرات والشهادات المزورة والاعتماد على الاجنبي وليس الوطني .. ومازال الحكم بيد الحرامية ومهندسي  المحاصصة التي ترى في البعير بانه يحمل كامل مواصفات  الوزير وفي الحمار علامات المستشار الكبير…وصدق من وصف  الحال حين قال محمد حسنين  هيكل مقولته الشهيرة.

(العراق عبارة عن بنك استولى عليه مجموعة من اللصوص, ليس لهم علاقة لا بالسياسة ولا بحكم ولا بإدارة دولة..)… ترى الى اين يسير العراق ومن هو المنقذ. ( اخو عماد ) بطل القرن ام ( ماادري) العلماني او( الله لا يوفقني ) بطل المجسرات واستمرار الاختناقات و (مانطيه) .. ..واخرين  من ابطال الكوميديا السوداء؟

 

 

 

 


مشاهدات 115
الكاتب هاشم حسن التميمي
أضيف 2025/03/02 - 3:52 PM
آخر تحديث 2025/03/05 - 7:12 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 140 الشهر 2270 الكلي 10463219
الوقت الآن
الأربعاء 2025/3/5 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير