اللـه أكبر على كل من طغى وخان الضمير
لطيف دلو
یقال ( من مدح نفسه ذمها ) ولكن مایجرى فی واقع الحال امام اعیننا ومسامعنا من ملفات الفساد بإزدياد قد وصلت الى اكثر من سرقة القرن المتداولة في الإعلام والاهمال المقصود فی الدوائر الحكومیة والاسباب معروفة لدى الجمیع إما لاستغلال الوظيفة لمطامع شخصية او إطاحة الفرصة للدلالين او الوسطاء لاغراض دنيئة قد وصلت الى درجة ان يصعب على المواطن الحصول على هويته الشخصية وهي البطاقة الوطنية إلا عن طريق هؤلاء الضعفاء الانفس في بعض الدوائر ، ومن لواذع شرورهذه الحالة هي انتقالها من الاعلى الى الادنى والتي تستحال إزالتها ويتيأس المواطن من اصلاحها وتجبره ان ينوه عما مر بمواقف مشرفة تخدم المواطن للاقتداء بها للكف عن الاعمال المخدشة للسمعة في المجتمع لكل من تورط بها في خيانة لوظيفته ووسمة ذل في حياته ومماته وتفشی حالات الثراء والفقر الفاحشين في آن واحد ليس إلا على حساب إضمحلال الدولة بكل قدسيتها.
بتاريخ 23 ايلول 2024 شاءت الاقدار ان تطأ اقدامنا اروقة دائرة المحاكم في كركوك دون ان اعرف فيها شخص واحد إلا ابنتي ( نجاة ) وهي موظفة بعنوان معاونة قضائية منذ عشرين عاما تقريبا ، لغرض الحصول على قسام شرعي وبعد اكمال المعاملة دخلنا غرفة السيد القاضي ووقفنا أمامه مباشرة على الخط الازرق لنظام الوقوف ليتساوى على حده المراجعين بكافة مستوياتهم واجناسهم واحيي هذه الفكرة الراقية في التعامل مع المراجعين على حد سواء ، واثناء إمعان السيد القاضي أوراق المعاملة قالت أبنتي استاذ هذا اخي صاحب المعاملة وهذا والدي وذاك اخي الثاني كشاهدين ، ومن تلك اللحظة انتقلنا الى عالم اخر مليء بالعز والكرامة والفخر بكل ما تعنيها تلك الكلمات وازالت عنى كل غبار متاعب الحياة لاني حصدت مازرعت من عزة النفس في اولادي لخدمة الانسانية ، إذ نظر الي السيد القاضي وقال الف رحمة عليك ووالدة بنتك على هذه التربية العالية لها مع التلويح بيده فشكرته حامدا لله عز وجل فكان بوسعي ان ازيد من الشكر والاحترام ولكن أسفا استوقفتني عن الاداء لذعة الشعور بالفرح والاعتزازوالفخر والمفاجئة باغلى ثروة معنوية يتمناها الانسان لقاء الجهد والتفاني لخدمة المجتمع من قبل اولاده وكذلك عن الاجلال لموقف السيد القاضي في تشخيص كوادر دائرته وحصاد غلة اتعابي لما قدمت في حياتي من جهد وتفاني في خدمة المواطنين لمرضاة الله والضمير والعيش الحلال ، واعتذر من سيادته .
إخراج موظفي الرعاية
وهناك امثال اخرى يجب الاشادة بها ومنها كما فعل نجم الجبوری محافظ الموصل بإخراج موظفي الرعاية الى وسط المراجعين في الساحة ومحمد راشد نائب رئيس الامارات بقلع ابواب دائرة ما لرفع الحاجز بين الموظف والمراجع والان جاء دور لما يقال لكل حدث حديث عن ( من جد وجد ومن زرع حصد ) حيث كنت في دائرة مشابهة لتلك المحكمة في ازدحام المراجعين الى حد لا يطاق في سنوات الثمانينات القرن الماضي ، أبدأ العمل في فترة ما قبل ابتداء الدوام يوميا لاكمال كثير المعاملات لتسهيل معانات المراجعين ، وكذلك استصحاب العشرات منها بعد الدوام الى البيت لاكمالها بالرغم من التحذيرات ولكن الثقة كانت تحجبها عن المتفانين وعند ذروة تكديس المعاملات كنت اذهب الى الدائرة طوعا في ايام الجمع بدلا من الجامع لاداء فريضة صلاة الجمعة لاكمال المعاملات اضعاف الايام الاخرى لخلاء الدائرة من المراجعين ، شعورا بأن الانتظارمن اصعب الظروف التي يمر بها الانسان وسلب وقت من حياته .
ما شاهدت من موقف السيد القاضي في حرصه على مهامه وجهوده المخلصة في رفعة خدمة القضاء قد يظهرمن تشخيصه لموظفي دائرته في النزاهة وحسن السلوك واداءهم الخدمة لمراجعيهم بكفاءة وإضافة إلى ماذكرت آنفا هي وسمة إخلاص وشعار النزاهة لشخصه الكريم ودائرته ، واتمنى له التوفيق والارتقاء الى مناصب عليا وفقا للشخص المناسب في المكان المناسب ، لان القضاء العادل يعني رقي الدولة والشعب وأن كلاهما بخير .وان تعكر صفوة البلاد في زوال .
عزيزي القاريء استبدلت عنوان المقالة عند سماعي كلمة الله اكبر لاذان العصر اثناء انتهاء الكتابة منها من ( كرامة الانسان والوطن فوق جميع الاعتبارات ) الى ( الله اكبر على كل طغى وخان الضمير ) تمشيا مع لفظ اسم الجلالة وعظمته .